نتنياهو رئيس وزراء الاحتلال يجر إسرائيل ومعها المنطقة إلى «حرب استنزاف لا نهاية لها» على جبهات عدة»
كتب| حسن النجار
تقرير جريدة الوطن اليوم | يواصل رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مساعيه الدؤوبة لإشعال المنطقة وجرها لمزيد من التوترات في سبيل الحفاظ على ائتلافه اليميني الذي بات منبوذا على الصعيدين الدولي والداخلي، وذلك وفق تحليلات الإعلام العبري.
نتنياهو يخطط لحرب استنزاف لا نهاية لها
ونقلت صحيفة «يديوت أحرونوت» عن لواء سابق في جيش الاحتلال قوله إن «تصريحات نتنياهو بشأن محور فلاديلفيا، حكم بالإعدام النهائي على الأسرى وإيذان بجر إسرائيل ومعها المنطقة إلى «حرب استنزاف لا نهاية لها» على جبهات عدة».
وبينما الشرطة الإسرائلية منشغلة في إخماد التظاهرات الغاضبة التي أشعلها عائلات الأسرى المحتجزين لدى حركة حماس في قطاع غزة، احتجاجا على عودتهم جثثا هامدة، و«تضحية نتنياهو بالأسرى على مذبح فلادلفيا»،
انتقدت وسائل إعلام عبرية إفشال نتنياهو مسارات التفاوض وتمسكه بشروط لن تقبل بها المقاومة، إضافة إلى أنها تخالف اتفاقات السلام وتغضب الوسطاء.
وقال محلل صحيفة «هآرتس» للشؤون الاستراتيجية، عاموس هارئيل، في مقال حمل عنوان: «بينما تستشيط إسرائيل غضبًا.. نتنياهو يحكم على الرهائن بالإعدام» إن نتنياهو، الذي يخفي دوافعه بـ«مخاوف أمنية»، يحمي في المقام الأول موقفه السياسي.
وأضاف هارئيل، إن: «نتنياهو يحكم على الأسرى بالإعدام لحماية ائتلافه الحكومي المنبوذ داخليا وخارجيا» معتبرا أنه «يعمل على الحفاظ على ائتلافه، الذي قد ينهار حال تم تنفيذ صفقة غزة».
نتنياهو لن يلوح في الأفق حل قريب الأمد
وذهب المحلل الفلسطيني، أيمن الرقب، إلى أن تصريحات نتنياهو بشأن محور فلادلفيا واعتباره المحور الحدودي «متنفسا للمقاومة» ما هي إلا تحريض على الجانب المصري، لاسيما، أنها بالمخالفة لموقف مصر الرافض رفضا تاما لأي وجود إسرائيلي سواء على معبر رفح أو محور فلادلفيا.
ورجح «الرقب»، في تصريحات لـ«جريدة الوطن اليوم»، أن الصراع مرشح لدخول مرحلة لن يتحمل نتنياهو عواقبها في إطار «حرب استنزاف»،
لكنه استبعد دخول دول في هذه الحرب مرجحا أنها ستكون قاصرة على الواعل من غير الدول بدءا من حماس وحزب الله مرورا بجماعة الحوثي ثم وصولا للمقاومة العراقية، معتبرًا أن الموقف العربي خلال الشهور الـ11 الماضية شجع نتنياهو على المضي قدما في خطط التهجير.
ورجح أنه بعد فشل تهجير سكان غزة نحو مصر، يسعى نتنياهو الآن للزج بسكان الضفة نحو الأردن، مستشهدا بغياب الضفة من الخرائط التي استخدمها نتنياهو أمس خلال مؤتمره الصحفي بشأن «أهمية بقاء إسرائيل لى محور فلادلفيا».
وتوقع الرقب أنه «لن يلوح أي حل في الافق قبل أكتوبر المقبل»، مستندا إلى أن أي محاولات لإسقاط نتنياهو يجب أن تستند لتصويت في الكنيسيت (وهو في إجازة ستنتهي مطلع أكتوبر)، فضلا عن تحكم اليمين في مفاصله،
ومن جانب آخر فإن انشغال الجانب الأمريكي في الانتخابات الرئاسية يجعل طرح أي حلول سريعلا أمرا صعبا، مختتما بأن نتنياهو «لن ينخرط في أي صفقة تبادل، بل سيمضي قدما نحو أجندة اليمين المتطرف «إسرائيل الكبرى» سعيا لتحويل الحرب إلى «حرب دينية»».
ليس محور فيلادلفيا فقط
وزعم رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، أمس، أن إسرائيل «يجب أن تسيطر على محور فيلادلفيا، الذي يربط غزة بمصر» وقال نتنياهو في مؤتمر صحفي: «نحن لن ننسحب من محور فيلادلفيا»، مضيفا:
«ليس فلالدلفيا غقط بل بات علينا أن السيطرة على نقاط عديدة للقضاء على تهديد حماس»، مضيفا: «محور فيلادلفيا مهم للغاية بالنسبة لمحور الشر. وعلينا السيطرة عليه».
وفي الأثناء، تناولت صحيفة معاريف الغضب المصري من تصريحات نتنياهو بشأن محور فيلادلفيا، قائلة إن نتنياهو عطل فرصة أخرى لصفقة كانت محتملة ودمر جهود الوسطاء للتوصل لاتفاق جديد بعد عودة 6 أسرى جثثا هامدة.
ونقلت الصحيفة الإسرائلية عن مصدر مفاوض قوله إن: «بعد المؤتمر الصحفي الذي عقده نتنياهو الليلة الماضية والذي زعم فيه أن إسرائيل لن تغادر محور فيلادلفيا أبدا، إن: «هذا الرجل دمر كل ما تم تحقيقه في خطاب واحد».
أين تقع الضفة الغربية من خريطة نتنياهو ؟
وأعاد «نتنياهو» إلى الأذهان مخططات التهجير ودعوات ائتلافه المتطرف إلى ما يسمى بـ«إسرائيل الكبرى»، إذ تسائل سفير دولة فلسطين في لندن/ حسام زملط «أين تقع الضفة من خرائط نتنياهو؟».
وجاء ذلك فور انهاء نتنياهو مؤتمره مساء امس الإثنين بشأن «بقاء إسرائيل على محور فلادلفيا» (صلاح الدين) الحدودي بين غزة ومصر، وعرضه خريطة للأراضي الفلسطينية المحتلة لا تشمل الضفة، التي يعتبرها وائتلافه المتطرف جزءا من دولة الاحتلال.
وقال زملط -في منشور عبر حسابه على منصات التواصل- إن «رئيس الوزراء الإسرائيلي يوضح أن هدف إسرائيل هو محو الشعب الفلسطيني والاستيلاء على ما تبقى من أرضنا! تخيل لو أن سياسيا فلسطينيا فعل هذا».
مصر تحمل نتنياهو عواقب تأجيج الاحتقان
وأثار حديث نتنياهو عن الوجود الدائم على محور فلادلفيا بالمخالفة لملحقات اتفاق السلام مع مصر رفضا مصريا؛ إذ أكدت وزارة الخارجية، في بيان لها، أنها ترفض تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي وتحمله عواقب تصريحاته التي تؤجج الاحتقان في المنطقة.
وأعربت جمهورية مصر العربية، في بيان صادر عن وزارة الخارجية، اليوم، عن رفضها التام للتصريحات التي أدلى بها رئيس الوزراء الإسرائيلي يوم 2 سبتمبر،
والتي حاول من خلالها الزج باسم مصر لتشتيت انتباه الرأي العام الإسرائيلي، وعرقلة التوصل لصفقة لوقف إطلاق النار وتبادل الرهائن والمحتجزين، وعرقلة جهود الوساطة التي تقوم بها مصر وقطر والولايات المتحدة. كما تؤكد مصر على رفضها لكافة المزاعم التي يتم تناولها من جانب المسؤولين الاسرائيليين في هذا الشأن.
وحملت جمهورية مصر العربية، في البيان الحكومة الاسرائيلية عواقب إطلاق مثل تلك التصريحات التي تزيد من تأزيم الموقف، وتستهدف تبرير السياسات العدوانية والتحريضية، والتي تؤدي إلى مزيد من التصعيد في المنطقة مؤكدة حرصها على مواصلة القيام بدورها التاريخي في قيادة عملية السلام في المنطقة بما يؤدي إلى الحفا
ويتناقض الوجود الدائم للجيش الإسرائيلي في محور فيلادلفيا مع ملحقات اتفاق السلام مع مصر، كما تزعم أمريكا أنه يتناقض مع موقفها بشأن مستقبل غزة؛ وخلال الزيارة الأخيرة التي قام بها وزير الخارجية أنتوني بلينكن إلى إسرائيل في أغسطس، قال للصحفيين إن الولايات المتحدة لن تقبل «احتلالًا طويل الأمد لقطاع غزة من قبل إسرائيل».
وأوضح مسؤولو الإدارة أنهم يتوقعون انسحابًا إسرائيليًا كاملًا منها غزة نتيجة لأي اتفاق دائم لوقف إطلاق النار.
أما حركة حماس، فقد قال رئيس وفدها المفاوض، خليل الحية، إنه لن يكون هناك اتفاق حال لم ينسحب جيش الاحتلال الإسرائيلي من محور فلادلفيا.