بقلم حسن النجار : الرئيس السيسي .. لا للتهجير… لا للوطن البديل… لا لطمس الهوية الفلسطينية 

المفكر السياسي حسن النجار عضو المكتب الفني للشؤون الساسية

0 500٬369

بقلم | حسن النجار  

في زمنٍ تاهت فيه البوصلة، وتحوّلت فيه القضايا العادلة إلى ملفات مؤجلة، خرج صوت القاهرة صارخًا في وجه الريح؛ صوتٌ من النيل يردُّ على صمت العالم وخذلانه : لا للتهجير… لا للوطن البديل… لا لطمس الهوية الفلسطينية.

لم يكن موقف الرئيس عبد الفتاح السيسي وليد لحظة، بل امتدادًا لطبيعة الدور المصري الأصيل. منذ أن لاحت في الأفق نُذر التهجير القسري لأهالي غزة، على وقع الحرب المشتعلة والدم النازف،

ملايين المصريين ينظمون مسيرات حاشدة بالقاهرة والمحافظات لتأييد وتفويض في القرارات السياسية
ملايين المصريين ينظمون مسيرات حاشدة بالقاهرة والمحافظات لتأييد وتفويض في القرارات السياسية

أطلّ الرئيس السيسي من أعلى منصة السيادة والعزة والكرامة وقالها بوضوح: لن تكون سيناء موطئ قدم لمؤامرات قديمة بثوبٍ جديد.

لقد أدرك السيد الرئيس، بما يحمله من مسؤولية وطنية وخلفية راسخة في ملفات الأمن القومي؛ أن التهجير ليس مجرد عبور حدود، بل عبور إلى الهاوية. فمن يُهجّر اليوم، يُنسى غدًا. ويغلق باب العودة إلى داره وموطنه ضارباً بقضيته عرض الحائط.

مصر التي دفعت دماء أبنائها فداءً لفلسطين، لا تقبل أن تكون حاضنة لخريطة لا تعرف العدل،

أو شريكة في حلّ يُبقي الاحتلال ويُشرّد أصحاب الأرض. قالها الرئيس بصراحة: لن نقبل أن تتحوّل المأساة الفلسطينية إلى فرصة سياسية للبعض، ولن نكون نحن من يُغلق الملف الفلسطيني على حساب أرض مصرية طاهرة.

وقد عرفتُ هذا اليقين عن قرب، لا من الكتب ولا من الشاشات، بل من قلب الميدان ذاته، حين شرفتُ بحديث خاصة بعنوان “رسالة خير أجناد الأرض” لجريدة الوطن اليوم ، من أرض سيناء نفسها… الأرض التي تُراد اليوم وطنًا بديلاً لغزة.

في تلك الحلقة، أجريتُ حديثا مع أحد نسور القوات الجوية المصرية في مطار المليز بوسط سيناء؛ وسألته: “ماذا تفعل إن كنت في مهمة ووجدت في نطاق الهدف مدنيين من أبناء الوطن؟”

فأجاب، دون تردد أو مواربة: “ألغي المهمة وأعود فورًا.”

لم تكن الإجابة مجرّد رد فعل إنساني، بل كانت تجسيدًا لعقيدة كاملة تسكن وجدان جيشٍ يعرف أن مهمته هي حماية الحياة لا انتزاعها،

تلك هي عقيدة خير أجناد الأرض، التي ترفض التهجير، لا لأبناء سيناء ولا لأبناء فلسطين.

جيشٌ يرى في كل عربي شقيقًا، وفي كل مدني في مرمى النار، روحًا يجب أن تُحمى لا أن تُستبدل.

وفي هذا الموقف تتجلّى مصر بثوبها الحقيقي: حضنًا دافئًا للأشقاء، ولكن لا تفرّط في سيادتها، ولا تسمح بأن تُختزل القضية في مأوى أو خيمة أو شحنة مساعدات. لقد تمسّك السيسي بالثوابت حين راوغ كثيرون، وثبّت الأعلام حين تهاوت رايات.

وهنا، لا ينبغي أن يقف الإعلام المصري عند حدود نقل الحدث، بل عليه أن يتقدّم الصفوف، شريكًا في صناعة الوعي لا تابعًا له، حارسًا لذاكرة الأمة لا مراسلًا في أرشيف النسيان.

نحن بحاجة إلى إعلام يُقاتل بالكلمة، يُضيء عتمة التزييف، يُعيد للوعي العربي وهجه،

ويكتب لا من أجل الحبر، بل من أجل الدم الذي سال على تراب فلسطين، وعلى رمال سيناء، وفي قلب كل عربي يؤمن بعدالة القضية.

وفي هذا السياق، لا يمكن إنكار الجهد الكبير الذي تبذله الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية في دعم خطاب وطني عاقل، يوازن بين المهنية والانتماء، وينحاز إلى الحقيقة دون شعارات فارغة.

لقد أعادت الشركة توجيه البوصلة نحو إعلام له قلب وعقل، لا ينفصل عن الشارع ولا ينساق خلف الضجيج، وكرّست منصاتها لرفض التهجير، وفضح المخطط. حفظ الله مصر وجيشها، وأعان الرئيس السيسي على تحمّل الأعباء الثقال التي لم يحملها أحدٌ قبله في رئاسة الدولة.

حفظ الله مصر حفظ الله الوطن حفظ الله الجيش  

اترك تعليق