زيلينسكي يرفض هدنة بوتين المؤقتة ويطالب بوقف فوري لإطلاق النار لمدة 30 يوماً
كتبت | عزة كمال
تقرير جريدة الوطن اليوم رفض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إعلان نظيره الروسي فلاديمير بوتين عن هدنة مؤقتة في أوكرانيا لمدة ثلاثة أيام، من 8 إلى 10 مايو، بمناسبة “يوم النصر” الذي تحتفل به روسيا بذكرى انتصارها في الحرب العالمية الثانية.
واعتبر زيلينسكي أن هذه الخطوة تمثل “محاولة تلاعب” تهدف إلى ضمان الهدوء خلال العرض العسكري في موسكو، دون نية حقيقية لإنهاء الحرب.
في خطاب متلفز، دعا زيلينسكي إلى وقف فوري وشامل لإطلاق النار لا يقل عن 30 يوماً، مشدداً على أن “حياة الناس أهم من الرموز والاحتفالات”. وأشار إلى أن بلاده كانت قد استجابت بشكل إيجابي في 11 مارس لمقترح أميركي بوقف إطلاق نار شامل، إلا أن روسيا رفضت المقترح.
من جانبه، أعلن الكرملين أن الهدنة ستبدأ من منتصف ليل 7-8 مايو حتى منتصف ليل 10-11 مايو، ودعا أوكرانيا إلى الالتزام بها، محذراً من رد “مناسب وفعال” في حال حدوث أي انتهاكات من الجانب الأوكراني.
يأتي هذا التصعيد في ظل استمرار القتال على الجبهات، وتبادل الاتهامات بين الطرفين بخرق الهدن السابقة، ما يزيد من تعقيد جهود التوصل إلى حل دبلوماسي للنزاع المستمر منذ أكثر من ثلاث سنواتواتهم زيلينسكي روسيا بـ”رفض الاقتراحات باستمرار”، و”محاولة خداع أميركا”،
مضيفاً: “من دون سبب وجيه يُطلب من الجميع الانتظار حتى 8 مايو ليدأ تفعيل وقف إطلاق النار، فقط لكي يتمكن بوتين من إقامة عرضه العسكري بهدوء”.
وتابع: “لا يوجد أي مبرر للانتظار حتى 8 مايو، وقف إطلاق النار لا يجب أن يكون لأيام معدودة ثم يُستأنف القتل بعدها، يجب أن يكون وقف إطلاق نار فورياً، كاملاً، وغير مشروط، لمدة لا تقل عن 30 يوماً لضمان تأمينه وضمان استمراريته، هذا هو الأساس الذي يمكن أن يفتح الباب أمام دبلوماسية حقيقية”.
كما علّق وزير خارجية أوكرانيا أندريه سيبيها على إعلان الهدنة المؤقتة قائلاً: “لماذا ننتظر حتى 8 مايو إذا كان وقف إطلاق النار ممكناً، وليس مجرد استعراض”، مضيفاً: “إذا كانت روسيا تريد السلام حقا فعليها وقف إطلاق النار فوراً”.
وتابع قائلاً: “نحن مستعدون لدعم وقف إطلاق نار دائم وشامل لمدة 30 يوماً على الأقل”.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، في تصريحات أوردتها “رويترز”: “بينما يرحب الرئيس ترمب باستعداد فلاديمير بوتين لوقف الصراع، فقد كان الرئيس واضحاً تماماً في رغبته بوقف إطلاق نار دائم، والتوصل إلى حل سلمي لهذا الصراع”.
وصرّحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية تامي بروس في بيان، الاثنين، بأن روبيو عرض على نظيره الروسي سيرجي لافروف، خلال اتصال هاتفي “الخطوات التالية في محادثات السلام الروسية الأوكرانية، وأكد له ضرورة إنهاء الحرب فوراً”، دون تقديم مزيد من التفاصيل.
وأفادت وزارة الخارجية الروسية بأن لافروف “أكد أهمية تهيئة الظروف اللازمة لبدء مفاوضات تهدف إلى إرساء إطار عمل موثوق لسلام مستدام وطويل الأمد”.
وقف النار في “يوم النصر”
وفي وقت سابق، الاثنين، أعلن بوتين وقفاً لإطلاق النار في الفترة من 7 إلى 11 مايو بمناسبة “يوم النصر” الذي حققه الحلفاء على دول المحور في الحرب العالمية الثانية.
وأفاد الكرملين، في بيان، بأن بوتين وجّه بوقف إطلاق النار في الذكرى الثمانين لـ”يوم النصر”، ابتداء من منتصف ليل 7-8 مايو حتى منتصف ليل 10-11 من الشهر ذاته.
وجاء في بيان الكرملين: “بقرار من القائد الأعلى للقوات المسلحة في روسيا، الرئيس فلاديمير بوتين، استناداً إلى اعتبارات إنسانية، يعلن الجانب الروسي وقف إطلاق النار في أيام الذكرى الثمانين للنصر، من منتصف ليل 7-8 مايو حتى منتصف ليل 10-11 مايو، وخلال هذه الفترة تتوقف العمليات العسكرية كافة”.
وتابع البيان: “في حالة انتهاك وقف إطلاق النار من قِبَل الجانب الأوكراني، فإن القوات المسلحة الروسية ستتخذ رداً مناسباً وفعّالاً”.
وختم البيان: “يعلن الجانب الروسي مرة أخرى استعداده لإجراء مفاوضات سلام دون شروط مسبقة، بهدف القضاء على الأسباب الجذرية للأزمة الأوكرانية، والتفاعل البنّاء مع الشركاء الدوليين”.
وقبل نحو أسبوع، أعلن بوتين استئناف القتال في أوكرانيا بعد انتهاء هدنة ليوم واحد بمناسبة “عيد الفصح”، واتهم كييف بـ”استغلال منشآت مدنية لأغراض عسكرية”.
وذكرت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها التزمت بوقف إطلاق النار بشكل صارم وبقيت في مواقعها، واتهمت الوزارة أوكرانيا بـ”انتهاك الهدنة”.