أردوغان: مستعدون لاستضافة مفاوضات روسية أوكرانية لإنهاء الحرب التاريخية
الرئيس التركي يعتبر اللحظة "نقطة تحول حاسمة".. وزيلينسكي ينتظر التزاماً روسياً بوقف النار
أنقرة – الشؤون السياسية الدولية – كتب | حسن النجار
أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن الجهود الرامية إلى إنهاء الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا قد بلغت “نقطة تحول تاريخية”، مشددًا على استعداد بلاده لاستضافة محادثات مباشرة بين الطرفين، بهدف التوصل إلى وقف لإطلاق النار وسلام دائم.
وفي بيان صادر عن الرئاسة التركية، أوضح أردوغان خلال اتصال هاتفي مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الأحد، أن “هناك فرصة حقيقية لإنهاء الحرب، وينبغي استغلالها الآن”، مؤكداً أن تركيا على أتم الاستعداد لتقديم كافة أشكال الدعم، بما يشمل استضافة مفاوضات بين الجانبين.
زيلينسكي يدعو لوقف فوري للنار
وفي تطور متصل، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الأحد، روسيا إلى الالتزام بوقف شامل لإطلاق النار لمدة ثلاثين يوماً، مؤكداً استعداد بلاده للدخول في مفاوضات مباشرة، في حال أبدت موسكو نية حقيقية لوقف العمليات العسكرية التي تدخل عامها الرابع.
وقال زيلينسكي في رسالة مصورة بثها عبر وسائل التواصل الاجتماعي: “لا مبرر لمواصلة القتل ولو ليوم واحد إضافي”، مضيفًا أن بلاده “تنتظر موافقة روسية رسمية على وقف موثوق ومستدام لإطلاق النار اعتبارًا من يوم غد، 12 مايو”.
مبادرة روسية مفاجئة
تأتي هذه التصريحات بعد ساعات من إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عن استعداده لإجراء مفاوضات مباشرة مع الجانب الأوكراني في مدينة إسطنبول، بتاريخ 15 مايو الجاري، دون أن يوافق على مقترح أوروبي أميركي يقضي بوقف إطلاق النار لمدة 30 يومًا، تمهيدًا لمفاوضات الحل السلمي.
وأبدى زيلينسكي تفاؤلاً حذرًا، قائلاً إن موسكو “بدأت أخيرًا التفكير بجدية في إنهاء الحرب”، واصفًا ذلك بـ”المؤشر الإيجابي”، لكنه شدد على أن الخطوة الأولى لأي تسوية دبلوماسية يجب أن تبدأ بوقف إطلاق نار فوري وغير مشروط.
دعم دولي وتاريخ من التعثر
وتطالب كييف، بدعم من دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، بوقف غير مشروط لإطلاق النار، بوصفه السبيل الوحيد لإنهاء أكبر نزاع دموي تشهده أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
وكانت روسيا وأوكرانيا قد أجرتا جولات تفاوضية في مدينة إسطنبول في الأشهر الأولى من الحرب عام 2022، إلا أن تلك المفاوضات لم تثمر عن نتائج ملموسة، وهو ما أرجعه الرئيس الروسي لاحقًا إلى “تدخل” رئيس الوزراء البريطاني آنذاك بوريس جونسون.
وتجدر الإشارة إلى أن التواصل المباشر بين الجانبين ظل منقطعًا منذ اندلاع الحرب، باستثناء صفقات تبادل أسرى الحرب ورفات القتلى، ما يجعل استئناف المفاوضات – إن حدث – حدثًا محوريًا قد يغيّر مسار الحرب المستمرة منذ فبراير 2022.