إسرائيل تعلن السماح بدخول الغذاء إلى غزة وسط تصعيد عسكري واسع
الشؤون السياسية الدولية – كتبت | عزة كمال
في تطور لافت داخل المشهد الإنساني والعسكري في قطاع غزة، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء الأحد، أن إسرائيل ستسمح بدخول “كميات أساسية” من المواد الغذائية إلى القطاع، بهدف الحد من تفاقم أزمة الجوع التي تهدد السكان، وذلك وفق ما نقلته وكالة “رويترز”.
الخطوة تأتي بالتزامن مع تصعيد ميداني كبير، تمثل في إعلان الجيش الإسرائيلي إطلاق “عملية برية واسعة” في شمال وجنوب غزة، تحت اسم “عربات جدعون”، في إطار حملة عسكرية جديدة تهدف – بحسب المصادر الإسرائيلية – إلى تقويض قدرات حركة حماس.
ونقل موقع “أكسيوس” الأميركي عن مسؤولين إسرائيليين، أن إدخال المساعدات الإنسانية سيتم عبر القنوات القائمة حاليًا، إلى حين تفعيل آلية دولية جديدة لإدارة المساعدات داخل القطاع.
وفي تصريح لافت، أبدى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو انفتاحه على “اتفاق ينهي القتال”، شريطة أن يتضمن الاتفاق إخراج حماس من المعادلة بشكل كامل، وجعل غزة “منزوعة السلاح”، بالإضافة إلى الإفراج عن جميع الرهائن الإسرائيليين.
مفاوضات معطّلة وتدهور إنساني
تأتي هذه التحركات في وقت تواصلت فيه جولة جديدة من المحادثات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس في العاصمة القطرية الدوحة، بوساطة مصرية وقطرية، وبدعم أميركي. ومع ذلك، أكدت مصادر مطلعة من الطرفين أن المحادثات لم تحقق أي تقدم ملموس حتى الآن.
وكانت إسرائيل قد منعت منذ بداية شهر مارس الماضي دخول المساعدات إلى قطاع غزة، مما دفع منظمات دولية – بينها مرصد عالمي للجوع – إلى التحذير من أن نحو نصف مليون شخص يواجهون خطر المجاعة، أي ما يعادل ربع سكان القطاع تقريبًا.
في السياق نفسه، تشير التقديرات الإسرائيلية إلى وجود نحو 24 رهينة لا يزالون على قيد الحياة داخل غزة، وتسعى تل أبيب إلى الإفراج عن عشرة منهم كمرحلة أولى ضمن أي اتفاق محتمل.
الوضع الميداني مرشح للتفاقم
رغم المطالبات الدولية المتكررة بوقف إطلاق النار، ووسط تحذيرات من تدهور غير مسبوق في الأوضاع الإنسانية، واصل الجيش الإسرائيلي منذ يوم السبت توسيع عملياته العسكرية داخل القطاع، مما يزيد من تعقيد المشهد السياسي والإنساني في آن واحد.
ومن غير الواضح حتى الآن مدى تأثير هذه التطورات على مستقبل المحادثات الجارية، أو ما إذا كانت ستسهم في التوصل إلى تسوية قريبة، في ظل استمرار الخلافات الجوهرية بين الجانبين، وتمسك كل طرف بشروطه الخاصة.