إسرائيل تقر أكبر توسع استيطاني منذ عقود: 22 مستوطنة جديدة تشعل الغضب الدولي

الشؤون السياسية الدولية – كتبت | عزة كمال
في خطوة أثارت موجة غضب فلسطيني ودولي، أعلنت الحكومة الإسرائيلية عن الموافقة على إنشاء 22 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية المحتلة، في قرار وصفته المنظمات الحقوقية بأنه “الأوسع من نوعه منذ أكثر من 30 عامًا”.
وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، ووزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، أن هذه الخطوة تأتي “لمنع قيام دولة فلسطينية قد تُعرّض أمن إسرائيل للخطر”، حسب تعبيرهما. وتشمل هذه المستوطنات بؤرًا استيطانية غير مرخصة سيتم “تشريعها” ضمن القانون الإسرائيلي، في تجاهل صارخ للقانون الدولي ولقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
وأشارت منظمة “السلام الآن” الإسرائيلية المناهضة للاستيطان إلى أن القرار يعيد تشكيل خريطة الضفة الغربية بشكل كبير ويعمّق الاحتلال، فيما وصفته الرئاسة الفلسطينية بـ”التصعيد الخطير”، مؤكدة أن جميع الأنشطة الاستيطانية غير شرعية وتمثل تحديًا للمجتمع الدولي ولقرار مجلس الأمن رقم 2334.
من جانبه، قال الوزير الفلسطيني مؤيد شعبان، رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، إن المواقع الجديدة موزعة في عدة محافظات فلسطينية، بينها رام الله وجنين ونابلس والخليل وأريحا، وبعضها أُخلي عام 2005 بموجب قانون “فك الارتباط” قبل أن يُعاد إقرار الاستيطان فيها لاحقًا.
وتوزعت المستوطنات بين مناطق مدنية وعسكرية ودينية، فيما وصفت الحكومة الإسرائيلية هذا التوسع بـ”العودة التاريخية”، خاصة نحو مستوطنتي حومش وسانور اللتين تم إخلاؤهما قبل نحو عقدين.
ردود دولية رافضة
أدانت وزارة الخارجية الأردنية القرار بأشد العبارات، واعتبرته “انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة”، كما طالبت بوقف كافة الأنشطة الاستيطانية. من جانبها، دعت الرئاسة الفلسطينية المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات حازمة لمواجهة الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة، محذرة من تداعياتها على استقرار المنطقة.
وقد أكدت محكمة العدل الدولية في رأي استشاري سابق أن استمرار إسرائيل في الأراضي المحتلة يُعد “غير قانوني”، مشددة على ضرورة إخلاء المستوطنات وعدم شرعنتها
ويرى مراقبون أن هذا التوسع يأتي ضمن سلسلة قرارات تصعيدية منذ عودة بنيامين نتنياهو إلى الحكم على رأس ائتلاف يميني متشدد، وتصاعد التوترات في الأراضي المحتلة بعد اندلاع حرب غزة في أكتوبر 2023.
جريدة الوطن اليوم تتابع التطورات في ملف الاستيطان والردود العربية والدولية عليه، وتؤكد التزامها بنقل الحقيقة ومناصرة الحقوق الفلسطينية المشروعة.