اتفاق مفاجئ لوقف النار بين الهند وباكستان بوساطة أميركية.. وترامب يعلن الانفراجة
الشؤون السياسية الدولية – كتب | محمود سعد
في تطور دراماتيكي أنهى أيامًا من التصعيد العسكري بين الجارتين النوويتين، أعلن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، اليوم السبت، التوصل إلى اتفاق شامل وفوري لوقف إطلاق النار بين الهند وباكستان، بوساطة أميركية فاعلة.
وقال ترامب في منشور عبر منصته “تروث سوشيال”، إن الطرفين “أظهرا حسًّا عاليًا من العقلانية والذكاء باختيارهما إنهاء الأزمة”، مؤكدًا أن الوساطة الأميركية كانت حاسمة في تقريب وجهات النظر واحتواء التصعيد.
تأكيد رسمي من نيودلهي وإسلام آباد
من جانبه، أكد وزير الخارجية الباكستاني محمد إسحاق دار أن الاتفاق مع الهند يشمل “وقفاً كاملاً لإطلاق النار وليس جزئياً”، مشيرًا إلى أن نحو 30 دولة شاركت في جهود الوساطة التي أفضت إلى هذا الاختراق.
وفي السياق ذاته، أعلن وزير خارجية الهند سوبراهمانيام جايشانكار عن التوصل إلى تفاهم مع باكستان بشأن وقف العمليات العسكرية، وذلك بحسب ما نقلته وكالة “فرانس برس”، في أول اعتراف رسمي من الطرفين بالاتفاق.
عودة المجال الجوي وبدء اتصالات مباشرة
بالتزامن مع الإعلان، أعادت هيئة الطيران المدني الباكستانية فتح مجالها الجوي أمام جميع الرحلات، بعد أيام من الإغلاق نتيجة القصف المتبادل، في خطوة تعكس انخفاضًا ملموسًا في مستوى التوتر.
كما كشفت مصادر مطلعة عن إجراء أول اتصال هاتفي مباشر بين الجانبين منذ بدء الأزمة، وأشارت إلى أن إسلام آباد تسعى لعقد اجتماع رسمي مع نيودلهي لبحث سبل تعزيز التهدئة.
جذور الأزمة.. من كشمير إلى حافة الحرب
يُذكر أن الأزمة الأخيرة تفجّرت عقب الهجوم الدامي في مدينة باهالغام السياحية بإقليم كشمير في 22 أبريل الماضي، والذي أسفر عن مقتل 26 شخصاً. ووجهت الهند أصابع الاتهام إلى باكستان بدعم منفذي الهجوم، وهو ما نفته إسلام آباد بشدة.
وتوالت بعدها الهجمات، حيث شنت نيودلهي غارات بالطائرات المسيّرة على أهداف داخل الأراضي الباكستانية، لترد الأخيرة بقصف صاروخي عنيف طال مواقع عسكرية هندية. وأعلن الجيش الباكستاني تنفيذ عملية “البنيان المرصوص” فجر اليوم ردًا على ما وصفه باعتداءات هندية استهدفت ثلاث قواعد جوية.
رغم الخطر النووي الذي كان يلوح في الأفق، أعادت الدبلوماسية الدولية أطراف النزاع إلى طاولة التهدئة.. فهل تصمد الهدنة في وجه التاريخ المتقلب بين الجارتين؟