الأحزاب المصرية تُعد العدة لانتخابات 2025 وسط تحديات إقليمية متصاعدة
المفكر السياسي حسن النجار عضو المكتب الفني للشؤون السياسية والباحث في الشؤون السياسية الدولية
بقلم: حسن النجار
مع إعلان الحكومة المصرية موافقتها على بدء الاستعدادات الرسمية لإجراء الانتخابات البرلمانية المقبلة لمجلسي النواب والشيوخ في عام 2025، بدأت الأحزاب السياسية الكبرى في مصر التحرك بوتيرة متسارعة لتجهيز مرشحيها، في مشهد انتخابي يتوقع أن يكون الأكثر سخونة منذ سنوات، في ظل ضغوط إقليمية وملفات داخلية حساسة تلقي بظلالها على المشهد العام.
مستقبل وطن.. إعادة تموضع سياسي وتركيز على الشباب
حزب مستقبل وطن، صاحب الأغلبية البرلمانية في الدورات السابقة، بدأ تحركات مبكرة من خلال تقييم شامل لأداء نوابه الحاليين، ووضع معايير صارمة لاختيار مرشحين يتمتعون بالكفاءة الشعبية والقدرة على التواصل المجتمعي، خصوصًا في الدوائر الريفية والصعيد.
الحزب أطلق مبادرة لإعداد كوادر شبابية تحت مظلة “القيادة المجتمعية الواعية”، وهي ورش تدريبية تتناول فنون الخطاب السياسي، وإدارة الحملات الانتخابية، وقراءة المشهد الإقليمي بدقة.
الجبهة الوطنية.. صوت المعارضة المتزنة
أما حزب الجبهة الوطنية، فركّز في تحركاته الأولية على التنسيق مع الأحزاب ذات التوجهات المدنية، من أجل تشكيل تكتل انتخابي قوي يمثل المعارضة البناءة. الجبهة تستعد لدفع عدد من الأسماء ذات الخبرات القانونية والاقتصادية،
وتعتزم التركيز على الملفات الرقابية والتشريعية المتعلقة بالعدالة الاجتماعية والحريات العامة، مع الالتزام الكامل بثوابت الدولة الوطنية.
المصريين الأحرار.. عودة بثوب اقتصادي
حزب المصريين الأحرار يعود للمشهد الانتخابي من زاوية مختلفة هذه المرة، عبر أجندة اقتصادية تستهدف معالجة التحديات المعيشية التي تواجه المواطن المصري.
الحزب يعمل حاليًا على إعداد رؤية متكاملة تقدم حلولًا واقعية لمشكلات البطالة والتضخم، ويستعد للدفع بمرشحين من رجال الأعمال والشباب ذوي الخلفيات الاقتصادية.
الوفد.. التاريخ يُعيد نفسه
حزب الوفد العريق، الذي يمثل الذاكرة السياسية المصرية، يواصل إحياء مبادئه الليبرالية في إطار وطني، حيث يجري حالياً سلسلة من الاجتماعات المغلقة مع قياداته في المحافظات لتصفية الأسماء المقترحة،
وتحديد الدوائر الأكثر تنافسًا. الوفد يركز في هذه الدورة على تمكين المرأة والتمثيل الفعّال لأصحاب الهمم، سعيًا لاستعادة جزء من حضوره البرلماني المؤثر.
حماة الوطن.. الرؤية الأمنية والتنموية
من جانبه، يركز حزب حماة الوطن على إعداد مرشحين يتمتعون بخلفيات أمنية وتنموية، في ظل التحديات الأمنية الإقليمية التي تفرض نفسها بقوة. ويولي الحزب اهتمامًا كبيرًا بملف مواجهة الشائعات،
وتوعية المواطنين بدور البرلمان في دعم مؤسسات الدولة، ويعمل على تفعيل لجانه النوعية لوضع برنامج انتخابي يعكس متطلبات الأمن القومي والتنمية المستدامة.
باقي الأحزاب.. تنسيق وتحالفات تحت التفاوض
في المقابل، تسعى باقي الأحزاب مثل التحالف الشعبي، والعدل، والتحرير المصري، والإصلاح والتنمية إلى الدخول في تحالفات انتخابية، بهدف توسيع قاعدتها التنافسية، والتركيز على الدوائر التي تضعف فيها الأحزاب الكبرى.
التحديات الإقليمية.. حاضرة في المشهد
وسط هذه الترتيبات، تبقى التحديات الإقليمية مثل تطورات الملف الفلسطيني، والتوتر في البحر الأحمر، وأزمة سد النهضة، عوامل ضاغطة على الأجندة الوطنية، ما يجعل من الانتخابات المقبلة محطة مصيرية في طريق الاستقرار السياسي والاقتصادي.
الشعب هو الفيصل
وتُجمع القوى السياسية على أن نزاهة المعركة الانتخابية وحسن اختيار المرشحين سيكون الفيصل في إعادة تشكيل برلمان قادر على التعبير عن الشعب المصري وتحقيق توازن حقيقي بين السلطات، وسط بيئة إقليمية تفرض اليقظة السياسية والوطنية.
جريدة وموقع “الوطن اليوم” تتابع على مدار الساعة استعدادات الأحزاب، وتنقل للقارئ كل جديد عن خارطة السباق البرلماني في انتخابات 2025، التي تُعد بمثابة اختبار وطني حاسم للقدرة على استكمال مسار الإصلاح السياسي والاقتصادي في البلاد.