السيسي في موسكو.. بوابة جديدة لعصر الشراكة الاستراتيجية بين مصر وروسيا
الشؤون السياسية والدولية – كتب | حسن النجار
وسط مشهد دولي مشحون بالأحداث والتحولات الجيوسياسية، جاءت زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى العاصمة الروسية موسكو لتشكل علامة فارقة في مسار العلاقات الثنائية بين القاهرة وموسكو. زيارة تتجاوز المراسم والبروتوكولات، لتؤكد أن مصر لم تعد تكتفي بدور المتابع، بل تصنع لنفسها موقعًا مؤثرًا على خريطة القرار الدولي.
شراكة لا تعرف التراجع
لم تكن مشاركة الرئيس السيسي في احتفالات الذكرى الـ80 للنصر على النازية حدثًا بروتوكوليًا فحسب، بل حملت رمزية تاريخية واستراتيجية. فمصر، الدولة المحورية في الشرق الأوسط، تثبت للعالم مجددًا قدرتها على بناء تحالفات متوازنة دون انحياز، قائمة على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل.

روسيا من جانبها، استقبلت الرئيس المصري بحفاوة تعكس ما تمثله القاهرة من ثقل سياسي واقتصادي في المنطقة. فالشراكة المصرية الروسية لم تعد محصورة في ملفات الطاقة والسلاح، بل امتدت إلى مشروعات كبرى كإنشاء المنطقة الصناعية الروسية في شرق بورسعيد، واستكمال مشروع محطة الضبعة النووية، فضلًا عن طموحات تجارية ضخمة لرفع مستوى التبادل التجاري إلى أضعاف مستوياته الحالية.
الرؤية المصرية.. توازن في عالم متغير
حرص الرئيس السيسي، خلال اللقاءات الرسمية والجلسات الثنائية، على التأكيد أن مصر تسعى لدور محوري في حفظ استقرار المنطقة. رؤية تقوم على التهدئة، الحوار، ورفض منطق التصعيد، سواء في أوكرانيا أو فلسطين أو غيرها من مناطق التوتر.
مصر التي حافظت على اتزانها في علاقاتها الدولية، تسير وفق بوصلة “المصلحة الوطنية” دون الدخول في استقطابات شرق أو غرب. وهذه الزيارة جاءت تجسيدًا لهذا المبدأ، حيث حملت رسائل سياسية واقتصادية واضحة: نحن هنا شركاء في بناء عالم متعدد الأقطاب، أكثر عدالة وتوازنًا.
المستقبل بين القاهرة وموسكو.. آفاق بلا حدود
يدرك الطرفان أن الفرص الواعدة لا تزال في بدايتها، وأن الملفات القادمة أكثر عمقًا وتأثيرًا، من بينها التعاون الزراعي، نقل التكنولوجيا، وربما إنشاء خطوط إنتاج مشتركة في مجالات الدفاع والصناعات الثقيلة.
زيارة موسكو لم تكن مجرد مناسبة للاحتفال، بل منصة لتأكيد أن العلاقات المصرية الروسية باتت ركيزة استراتيجية في معادلة الشرق الأوسط والعالم.
🔻 في سطور:
الحدث: مشاركة الرئيس السيسي في احتفالات النصر بموسكو.
الأهمية: تعميق الشراكة الاستراتيجية بين القاهرة وموسكو.
المكاسب المتوقعة: رفع حجم التبادل التجاري، استثمارات صناعية، تعاون نووي، وتنسيق سياسي.
الرسالة المصرية: الاستقلالية، الحوار، وصناعة التوازن الدولي.