الصمت ليس ضعفًا والكلمة سلاح.. المرأة القوية تعرف متى تتكلم!
المستشارة اسماء انس
بقلم – اسماء انس
في زمن تتسارع فيه ردود الأفعال وتعلو فيه الأصوات، تبقى المرأة القوية هي التي تختار الصمت عن حكمة، وتنتقي كلماتها كما ينتقي القائد أدوات معركته. فليست القوة في الضجيج، بل في القدرة على التريّث، وضبط النفس، واختيار اللحظة المناسبة للحديث.
المرأة القوية لا تنهار بسهولة، بل تصمت حين تعلم أن الكلام الآن لن يغيّر شيئًا، وتنتظر لحظة التأثير الحقيقي. إنها لا تستخدم الكلام كأداة انفعال، بل كسلاح دقيق يُحدث الفرق عندما يُستخدم. لذلك، كثيرًا ما نراها في نظر البعض هادئة، لكنها في الحقيقة تخطط بعقل وقلب لتضع النقاط على الحروف في الوقت المناسب.
وفي المقابل، الرجل الحقيقي هو من يتحكم في أفعاله، لا تجرّه الانفعالات إلى قرارات متسرعة أو تصرفات مدمرة. فالقوة الذكورية الحقيقية لا تُقاس بالحدة أو العنف، بل بالثبات الانفعالي، والقدرة على امتصاص الصدمات دون الانهيار أمامها.
في العلاقات، سواء كانت إنسانية أو عاطفية، الميزان لا يختل حين يفهم كل طرف نقاط قوته وضعفه. الرجل بحكمته واتزانه، والمرأة بوعيها وصبرها، يمكن أن يصنعوا معًا بيئة من التفاهم والنجاح، بعيدًا عن دوامة الانفعالات والتسرع في الحكم.
فالحكمة تقول: “اعرف متى تتحدث، ومتى تصمت. فالكلمة كالسهم، إن خرجت لا تعود”.