كتب | محمود سعد
بعد الهجوم الدموي في منطقة فاهالغام بكشمير، دخلت التوترات بين الهند وباكستان منعطفًا خطيرًا، وسط اتهامات متبادلة وتصعيد غير مسبوق، ووسط كل ذلك، برزت إسرائيل كطرف داعم قوي للهند، مشيرة إلى أن “الديمقراطيات لا تملك ترف التهاون مع الإرهاب”.
فقد اتهمت باكستان جارتها الهند بإطلاق 25 طائرة مسيّرة إسرائيلية الصنع اخترقت أجواءها منذ مساء الأربعاء، مؤكدة أن الحطام يُجمع حاليًا من عدة مواقع، بينها لاهور وكراتشي. وردًّا على ذلك، قال الناطق العسكري الباكستاني أحمد شريف تشودري: “الهند ستدفع ثمنًا باهظًا لهذا الاعتداء السافر”.
في المقابل، أكد سفير إسرائيل في الهند، رويفن أزار، دعم تل أبيب الكامل لنيودلهي فيما وصفه بـ”حق الدفاع عن النفس”، مشيرًا إلى تشابه بين هجوم فاهالغام وهجوم 7 أكتوبر الذي استهدف إسرائيل، وداعيًا الهند إلى استخلاص الدروس الأمنية.
وقال أزار في تصريحات لوسائل إعلام هندية:
“الإرهاب يضرب دون قواعد، والديمقراطيات لا تملك خيارًا سوى التحرك بحزم. إسرائيل واثقة من قدرة الهند على حماية أمنها الوطني بمسؤولية، كما أننا نقف إلى جانبها بكل وضوح”.
ورغم الدعم الإسرائيلي، امتنع أزار عن ذكر باكستان بالاسم، ما يشير إلى محاولة إسرائيل الحفاظ على توازن حساس في سياق إقليمي معقد.
وتُواصل الهند تحميل باكستان مسؤولية الهجوم، بينما تنفي إسلام آباد أي علاقة به، وتؤكد أن استخدام المسيّرات هو تجاوز خطير.
وفي تصريحات تحذيرية، قال وزير الخارجية الهندي، سوبراهمانيام جايشانكار، إن بلاده “لا تسعى للتصعيد”، لكنها سترد بـ”حزم شديد” إذا تعرضت لهجمات إضافية من باكستان.
ويأتي هذا التصعيد العسكري والدبلوماسي في أخطر مواجهة بين البلدين النوويين منذ سنوات، مما يهدد بانزلاق المنطقة إلى صراع واسع النطاق، في وقت تتداخل فيه المصالح الإقليمية والدولية بشكل غير مسبوق