بقلم: حسن النجار.. أسئلة مؤلمة فى حادث روان طالبة الزقازيق.. من يملك الحقيقة؟  

الكاتب الصحفي والمفكر السياسي حسن النجار عضو المكتب الفني للشؤون السياسية

0 76٬213

بقلم: حسن النجار 

رغم أن جامعة الزقازيق تُعرف بهدوئها المعتاد كغيرها من الجامعات الإقليمية، إلا أن صدمة حادث وفاة الطالبة روان ناصر، بكلية العلوم، قلبت السكون إلى تساؤلات، وحوّلت الحرم الجامعي إلى ساحة للحزن، والاحتجاج، والمطالبة بالحقيقة.

فى الأيام الماضية، شهدت الجامعة مسيرات طلابية متواصلة تطالب بالكشف عن ملابسات الواقعة المفجعة، والتي سقطت فيها روان من الدور الخامس داخل مبنى الكلية، وهو الطابق الذي يضم مكاتب أعضاء هيئة التدريس، الكنترول، وأجهزة المراقبة وكاميرات الأمن.

الجامعة، من جانبها، أكدت أنها تعاونت بشكل كامل مع النيابة العامة، وسلّمتها كل ما تملكه من معلومات، داعية الجميع إلى التزام الحياد، وعدم إصدار أحكام مسبقة قد تسيء إلى سمعة الطالبة، أو تفتح باب التشكيك ضد أحد من المسؤولين.

لكن التساؤلات التي فجّرتها الواقعة ما زالت تتزايد: 

من أغلق الكاميرات؟ لماذا لم تُسعف روان فور سقوطها؟ ولماذا قيل إن مستشفى الجامعة رفض استقبالها لعدم وجود بطاقة تعريف؟ هل هذا مقبول فى مؤسسة طبية يفترض أنها تتعامل مع الإنسان لا الأوراق؟!

إذا كانت روان قد سقطت فى الشارع، هل كانت ستُترك أيضًا حتى يُثبت أحدهم هويتها؟ أليست سيارة الإسعاف قد نقلتها من الحرم الجامعي دليلًا كافيًا على هويتها؟ أين روح القانون وأين الإنسانية؟!

المؤلم أكثر أن تُعلق حياة طالبة بين بيروقراطية المستشفيات وإجراءات القبول، فى لحظة كانت كل دقيقة فيها تساوي حياة. العيب ليس فى اللوائح وحدها، بل في تطبيقها بهذه الطريقة التي تهدر كرامة الإنسان قبل أن تهدر حياته.

في الوقت نفسه، لا نوجه اتهامًا لأحد، ولا نشكك في ذمة أحد، لكننا نطالب بإجابات واضحة وصريحة:

من المسؤول عن غياب الإسعاف؟ لماذا لم تُفعّل كاميرات الطابق؟ ما الذى دفع فتاة صغيرة لإنهاء حياتها، إن صحَّ أنها أقدمت على ذلك؟ وإن لم يكن، فمن يتحمّل مسؤولية سقوطها؟

كل هذه الأسئلة ستجيب عنها النيابة العامة، التي نثق في نزاهتها وعدالتها. والأكيد أن حق روان لن يضيع، لا بصمت زملائها، ولا بموقف أسرتها، ولا بصوت الجامعة التي أكدت احترامها لهذا الظرف الإنساني.

تبقى الحقيقة مطلوبة، لا فقط لروان وأسرتها، بل لمجتمع أكاديمي بأكمله يريد أن يعرف: هل الحرم الجامعي حقًا مكان آمن؟ وهل كرامة الطالب محفوظة حتى في لحظات الفقد؟

رحم الله روان.. وألهم أهلها وزملاءها الصبر.. والحقيقة قادمة، مهما طال الانتظار.

اترك تعليق