بقلم حسن النجار : انتخابات برلمان 2025.. فرصة لتجديد الثقة وبناء دولة ديمقراطية حديثة 

المفكر السياسي حسن النجار عضو المكتب الفني للشؤون السياسية والباحث في الشؤون السياسية الدولية

0 78٬137

بقلم | حسن النجار  

مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية المصرية 2025، وبعد ساعات من إقرار قانون الانتخابات النيابية، تشهد الساحة السياسية المصرية حالة من الحراك المتزايد،

حيث بدأت الأحزاب السياسية والتكتلات الجديدة استعداداتها مبكرًا، عبر إعداد قوائم المرشحين ووضع برامج انتخابية تعكس تطلعات المواطن المصري، في مرحلة تعدّ من أهم المراحل السياسية في تاريخ الجمهورية.

برلمان يعكس صوت الوطن 

الانتخابات المقبلة تأتي في ظل تحديات داخلية وإقليمية متزايدة، وهو ما يستدعي برلمانًا قويًا يعبّر بصدق عن إرادة الشعب، ويحافظ على استقرار الدولة، ويدعم مؤسساتها في تحقيق أهداف التنمية الشاملة. هذا البرلمان يجب أن يكون شريكًا فعّالًا في رسم السياسات العامة، وأن يُعبّر عن صوت الشارع المصري في قضاياه وهمومه، من خلال دور رقابي وتشريعي بنّاء.

هل نشهد وجوهًا جديدة؟ 

التساؤل المطروح اليوم: هل ستضخ الانتخابات المقبلة دماءً جديدة في الحياة السياسية؟ المؤشرات تؤكد أن الفرصة مهيأة تمامًا لذلك، خاصة في ظل ارتفاع عدد الأحزاب السياسية، والرغبة في تمكين الشباب والقيادات المجتمعية القادرة على فهم التحديات، والمشاركة بفعالية في الحياة النيابية

المواطن يريد برلمانًا يحلّ لا ينتقد فقط 

المواطن اليوم بحاجة إلى نائب لا يكتفي بالنقد، بل يقدم حلولًا واقعية للحكومة، ويملك رؤية متكاملة لمشكلات دائرته، ويتواصل بشكل مباشر وفعّال مع الناس. المطلوب نموذج جديد للنائب – سياسي شفاف وكفء – يعيد الثقة في البرلمان كمؤسسة قادرة على التغيير.

الشباب في قلب المعادلة

توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي دائمًا ما تؤكد على ضرورة تمكين الشباب وخلق مساحة سياسية حقيقية لهم. البرلمان المقبل يجب أن يعكس هذه التوجيهات عبر الدفع بقيادات شابة مؤهلة تمتلك رؤية سياسية، وتملك من الشجاعة ما يكفي لتكون جزءًا من التغيير.

استعادة الثقة والمشاركة 

على الأحزاب أن تعيد الثقة إلى الشارع السياسي، خاصة لدى الشباب، من خلال اختيار مرشحين يعبرون عن الناس، ويبتعدون عن المال السياسي أو العصبية القبلية. المطلوب خوض ماراثون انتخابي نزيه، يكون فيه الصوت الانتخابي وسيلة حقيقية للتغيير، لا مجرد أداء شكلي.

دعوة لاختيار الأصلح 

هنا نستحضر كلمات الرئيس السيسي أمام مجلس النواب في 13 فبراير 2016، حين قال:

“أوصيكم بإعلاء المصالح العليا للوطن، تمسكوا بالدستور والقانون، كونوا انعكاسًا حقيقيًا لنبض الجماهير، مارسوا العمل السياسي بتجرد ونزاهة”.

كلمات ينبغي أن تكون دليلًا للناخب والمُرشح على حدٍ سواء، في عملية اختيار تمثيل ديمقراطي حقيقي.

صوتك أمانة ومسؤولية 

المرحلة القادمة تتطلب مشاركة جماهيرية حقيقية، وتجاوز الإحباط السياسي، عبر وعي كامل بدور الصوت الانتخابي في تحديد المستقبل. على المواطن أن يحسن الاختيار، بعيدًا عن المصالح الضيقة أو الوجوه التقليدية، وأن يختار من يعمل لصالح الوطن والمواطن معًا.

أمل في ميلاد سياسي جديد 

ختامًا، تبقى الانتخابات البرلمانية المقبلة فرصة ذهبية لتحول فعلي في الحياة السياسية المصرية. نأمل أن تكون هذه الانتخابات بداية عصر جديد تُستعاد فيه ثقة الناس بالأحزاب، وتُعزّز فيه قواعد المشاركة والديمقراطية، ويُعاد فيه الاعتبار للعمل النيابي باعتباره صمام أمان الدولة والمجتمع

حفظ الله مصر، قيادة وشعبًا وجيشًا، ووفقنا جميعًا لما فيه خير هذا الوطن العظيم.

اترك تعليق