بقلم حسن النجار : بعد استقبال السيسي وفد رجال الأعمال الأمريكيين 

المفكر السياسي حسن النجار عضو المكتب الفني للشؤون السياسية والباحث في الشؤون السياسية الدولية

0 76٬148

شؤون سياسية – بقلم: حسن النجار  

في رسالة تؤكد عمق العلاقات الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة، استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي وفدًا رفيع المستوى من رجال الأعمال الأمريكيين المشاركين في المنتدى الاقتصادي المصري–الأمريكي بالقاهرة، وذلك عقب أيام من استقباله كبير مستشاري الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

ضم الوفد الأمريكي شخصيات بارزة يتقدمهم سوزان كلارك، رئيسة غرفة التجارة الأمريكية، وجون كريسمان، رئيس مجلس الأعمال الأمريكي المصري ورئيس شركة “أباتشي”.

الزيارة تأتي في إطار دعم الشراكة الاقتصادية، وتعزيز فرص التعاون بين البلدين، والبناء على البنية التحتية القوية التي تشهدها مصر.

وأكد الرئيس السيسي خلال اللقاء أن مصر ترحب بتوسيع مجالات التعاون الاقتصادي مع الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن الاستقرار السياسي، والبنية الأساسية المتطورة، ووعي المواطن المصري،

يجعل من مصر وجهة مثالية للاستثمار. كما أبدى تطلع بلاده لإنشاء منطقة صناعية أمريكية في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، مؤكدًا استعداد الحكومة لتقديم كافة التسهيلات للمستثمرين.

على الجانب الآخر، أشادت سوزان كلارك بنجاح الشركات الأمريكية في السوق المصرية،

وضربت مثلًا بنجاح شركة “أباتشي”، مؤكدة أن زيارة الوفد دليل على متانة التحالف بين القاهرة وواشنطن، وحرص مجتمع الأعمال الأمريكي على تعميق التعاون مع مصر في قطاعات متنوعة.

ويعكس هذا اللقاء توازنًا سياسيًا حذرًا تتبعه مصر في علاقاتها الدولية، حيث تحرص على التعاون مع الولايات المتحدة دون التخلي عن استقلالية قرارها، وتحتفظ بعلاقات استراتيجية مع قوى كبرى مثل الصين وروسيا والاتحاد الأوروبي.

وكان كبير مستشاري الرئيس الأمريكي للشؤون العربية والشرق أوسطية، مسعد بولس، قد زار القاهرة مؤخراً وأكد على دور مصر المحوري في وقف إطلاق النار في غزة، ودعم جهود الاستقرار في الإقليم،

وهو ما شدد عليه الرئيس السيسي، مع حرصه على استمرار التنسيق الثلاثي مع واشنطن والدوحة بشأن القضية الفلسطينية.

ويأتي هذا الانفتاح الاقتصادي والسياسي ضمن استراتيجية مصرية شاملة لتعزيز التعاون الدولي، واستقطاب الاستثمارات، وتحقيق الاستقرار الإقليمي، بما يتماشى مع مصالح الأمن القومي والتنمية الشاملة.

ختامًا، فإن مصر تثبت يومًا بعد يوم أنها شريك موثوق به في المنطقة، وصاحب رؤية مستقلة متوازنة، تستند إلى الحوار والانفتاح والتعاون مع كل القوى المؤثرة، من أجل بناء مستقبل مستقر ومزدهر لشعبها وللمنطقة.

اترك تعليق