بقلم حسن النجار : خلافات ترامب ونتانياهو.. مسرحية مكشوفة لتبرئة واشنطن من دم غزة
المفكر السياسي حسن النجار عضو المكتب الفني للشؤون السياسية والباحث في الشؤون السياسية الدولية
بقلم | حسن النجار
في ظل التصعيد الإسرائيلي المستمر ضد قطاع غزة وسقوط آلاف الشهداء والمصابين، يتجدد الحديث عن “خلافات” مزعومة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو،
وهو حديث يراه كثيرون مجرد تسريبات هزلية تهدف لتجميل الصورة أمام الرأي العام العالمي.
هذه الادعاءات التي تُروّج لوجود خلافات حول وقف إطلاق النار في غزة، ليست سوى مشهد من سيناريو محكم الإخراج، يخدم الطرفين، ويهدف بالأساس إلى امتصاص موجة الغضب الدولي والعربي من المجازر الإسرائيلية.
فمن ناحية، يحاول ترامب أن يظهر بمظهر “الراغب في السلام”، الذي يسعى لإيقاف الحرب وإدخال المساعدات الإنسانية، بينما يتعنت نتانياهو في الرفض. ومن ناحية أخرى،
يسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي لترسيخ صورته كبطل يتحدى الجميع، ويقود حربه بمعزل عن الدعم الأميركي، مما يكسبه نقاطًا سياسية لدى اليمين المتطرف في الداخل الإسرائيلي.
لكن الواقع يكشف أن هذا الخلاف المزعوم ليس إلا خدعة إعلامية. فالدعم الأميركي لإسرائيل لم يتوقف يوماً، لا مادياً ولا عسكرياً ولا استخباراتياً. الولايات المتحدة هي من تزود إسرائيل بكل ما تحتاجه في معاركها داخل غزة ولبنان واليمن، وتوفر الغطاء السياسي والدبلوماسي الكامل لها.
وبالتالي، فإن مزاعم “الخلاف” لا تُخفي حقيقة أن إسرائيل ليست سوى أداة تنفيذية في مشروع أميركي أوسع، وأن واشنطن، سواء في عهد ترامب أو أي رئيس آخر،
تملك القدرة على إيقاف العدوان لكنها لا تملك الإرادة لفعل ذلك. وهذا ما يُعيد التأكيد على أن ما يحدث في غزة ليس صراعًا عشوائيًا، بل جزء من خطة سياسية وأمنية متفق عليها بين واشنطن وتل أبيب. حفظ الله مصر حفظ الله الوطن حفظ الله الجيش