بقلم: حسن النجار: نتنياهو وترامب.. صراع يخفي مؤامرة كبرى  

المفكر السياسي حسن النجار رئيس تحرير جريدة " الوطن اليوم "

0 45٬099

بقلم | حسن النجار  

لا شك أن كيان الاحتلال يعيش اليوم حالة من الارتباك والانقسام الحاد، سواء داخل أروقته السياسية أو العسكرية، نتيجة فشل الحكومة بقيادة بنيامين نتنياهو والجيش الإسرائيلي في تحقيق أهدافهم المعلنة،

خاصة فيما يتعلق بملف المحتجزين في غزة. هذا الفشل دفعهم إلى إطالة أمد الحرب، بهدف استكمال تنفيذ المخططات الصهيونية المرسومة سلفاً،

ليس فقط داخل قطاع غزة، بل على جبهات متوازية في الضفة الغربية، جنوب لبنان، سوريا، وحتى على مستوى الملف النووي الإيراني.

ومن وجهة نظري، فإن نتنياهو يسير في هذا المسار بالتنسيق مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في إطار مشروع مشترك يهدف إلى إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط،

وفق ما أعلنه نتنياهو صراحة في الأمم المتحدة، وسانده ترامب بتصريحات متكررة تدعم هذه الرؤية.

في المقابل، تواصل ما يُعرف بـ”الدولة العميقة” في الولايات المتحدة، خارج إطار ترامب،

 اتباع سياسة الغموض الاستراتيجي، وهو ما يُعد خطرًا حقيقيًا يجب التعامل معه بوعي وفطنة. من الضروري أن نُميز بين خطابات ترامب وتحركات نتنياهو التي تُخفي نوايا أبعد مما يُقال علنًا.

ما يقوم به الطرفان هو تطبيق عملي لاستراتيجية خبيثة تهدف إلى كسب مزيد من الوقت، وإرباك المواقف الإقليمية والدولية، للانفراد بغزة والضفة دون أي مقاومة حقيقية، مستغلين بذلك انشغال العالم وانقسامه.

ولعل أبرز ما يجب التنبه له هو أن الاستراتيجية الصهيونية تقوم على معادلة واضحة: في وقت الضعف، الدعوة للسلام والمفاوضات، وفي وقت القوة، فرض الواقع بالقوة العسكرية.

وهذه المعادلة تتجلى حاليًا في عدوانهم الغاشم على غزة، والذي يكشف أطماعهم السافرة في إقامة “إسرائيل الكبرى” من البحر إلى النهر.

أمام هذا المشهد، لم يعد أمام الفلسطينيين، ولا أمام العرب والأمة الإسلامية إلا خيار واحد:

الاتحاد والاصطفاف خلف موقف حاسم وموحد، يوقف هذا الجنون المتواصل منذ 1948، قبل أن يُفرض واقع جديد لا يمكن الرجوع عنه.

اترك تعليق