ترامب والخليج.. صفقات التريليونات بانتظار إنهاء حرب غزة
عرب وعالم – كتبت| سحر ابراهيم
سلّط المحلل السياسي عماد الدين أديب، في حديثه مع “سكاي نيوز عربية”، الضوء على الأبعاد السياسية والاقتصادية لزيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى دولة الإمارات، التي اختتم بها جولته الخليجية، مؤكداً أن الزيارة لم تكن مجرد حدث بروتوكولي، بل حملت رسائل استراتيجية عميقة، في ظل ملفات ملتهبة تنتظر تحركاً أميركياً حقيقياً، وعلى رأسها الحرب في غزة.
وأوضح أديب أن العلاقات الخليجية الأميركية دخلت مرحلة جديدة عنوانها المصالح المتبادلة، وليست الشعارات. فالاتفاقيات التي وقعتها دول الخليج خلال الزيارة، والتي تخطت قيمتها 3.7 تريليون دولار، تعكس ثقة استثنائية في الاقتصاد الأميركي، لكنها تطرح تساؤلاً جوهرياً: هل سترد واشنطن الجميل وتثبت أنها شريك يُعوّل عليه في الأزمات الإقليمية؟
وأشار إلى أن أحد أبرز مؤشرات هذه الثقة كان إعلان رفع حصة الإمارات من الرقائق الذكية الأميركية إلى مليون شريحة، في خطوة تعادل – من حيث الأهمية – الإفراج عن أسرار تكنولوجية ذات طابع عسكري. هذه النقلة، بحسب أديب، لم تكن وليدة المصادفة، بل نتيجة مسار طويل من العمل المؤسسي في السوق الأميركية.
وشدّد أديب على أن الإمارات لا تبحث عن أرباح آنية، بل تركز على بناء شراكات استراتيجية في مجالات الأمن الغذائي، الطاقة المتجددة، الصناعات العسكرية والذكاء الاصطناعي، وهي بذلك تنتقل من مستهلك إلى مصنع ومطوّر.
وفيما يتعلق بالملف العسكري، أبدى أديب تفاؤلاً بإمكانية إعادة إحياء صفقة مقاتلات “إف-35” F-35، بل والانخراط في شراكات أوسع لتطوير الجيل الجديد من الطائرات الشبحية مثل “F-47″، حال عادت إدارة ترامب إلى البيت الأبيض.
أما سياسياً، فتساءل أديب عما إذا كان ترامب سيرد الوفاء الخليجي بخطوة حقيقية نحو وقف العدوان على غزة، مشيراً إلى أن استمرار الحرب يتعارض مع مصالح واشنطن، وقد يعمّق فجوة الثقة مع حلفائها في الخليج.
وقال: “الكرة الآن في ملعب ترامب… دول الخليج قدمت التريليونات، فهل ترد واشنطن بوقف الإبادة في غزة؟”
واختتم أديب تحليله بالإشارة إلى الدور الإماراتي المتصاعد في الوساطات الدولية، لافتاً إلى أن أبوظبي تمتلك من الأدوات والدبلوماسية ما يجعلها لاعباً محورياً في ملفات معقدة كسوريا واليمن، بشرط أن تُبنى هذه المبادرات على أسس تحليلية واقعية، لا أمنيات دبلوماسية فارغة.
