ترامب يختتم جولته الخليجية من الإمارات بصفقات ضخمة وانفراجات سياسية

الشؤون السياسية الدولية – كتبت | مني السباعي
اختتم الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم الجمعة، جولته الخليجية التاريخية بزيارة إلى دولة الإمارات، بعد محطتين بارزتين في المملكة العربية السعودية وقطر، شهدت الإعلان عن صفقات اقتصادية قياسية، وتطورات لافتة في ملفات إقليمية حساسة.
وخلال جولته، أعلن ترامب عن صفقة ضخمة مع الخطوط الجوية القطرية لشراء طائرات “بوينغ” بقيمة تجاوزت 200 مليار دولار، في ما وصفه بـ”طلب تاريخي” يعزز الصناعات الأميركية ويؤكد الشراكة الاقتصادية الوثيقة مع دول الخليج.
وفي محطة الإمارات، عقد الرئيس الأميركي مباحثات موسعة مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، شملت ملفات التعاون الاقتصادي والتكنولوجي. ومن المنتظر أن تُعلَن شراكة استراتيجية جديدة بين البلدين في مجال الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة، خصوصًا بعد إلغاء قيود تصدير رقائق الذكاء الاصطناعي الأميركية التي كانت مفروضة في عهد الإدارة السابقة.
وشهد اليوم الختامي للزيارة أيضًا جولة للرئيس الأميركي في جامع الشيخ زايد الكبير بأبوظبي، أعقبها زيارة إلى “بيت العائلة الإبراهيمية”، في دلالة رمزية على التعدد الثقافي والانفتاح في دولة الإمارات.
سياسيًا، أعلن ترامب خلال جولته رفع العقوبات الأميركية عن سوريا بعد لقائه بالرئيس السوري أحمد الشرع في الرياض، في أول اجتماع من نوعه منذ 25 عامًا، مؤكدًا أن هذه الخطوة ستُسهم في إنهاء عزلة دمشق ودعم إعادة الإعمار.
كما ألمح الرئيس الأميركي، من الدوحة، إلى تقدم كبير في المفاوضات النووية مع إيران، متوقعًا التوصل لاتفاق يجنب المنطقة تصعيدًا عسكريًا. إلا أن زيارته لقطر لم تشهد تطورًا ملموسًا في ملف حرب غزة، رغم تأكيده على أهمية دور الوساطة القطري.
ووصف ترامب جولته الخليجية بأنها “الأكثر إنتاجًا”، مؤكدًا أن نتائجها الاقتصادية والسياسية تمثل نقلة نوعية في علاقات الولايات المتحدة مع دول الخليج، مضيفًا: “حققنا تريليونات الدولارات واتخذنا خطوات كبيرة نحو السلام والاستقرار والتعاون التكنولوجي”.
وتؤشر هذه الجولة، التي تعد الأولى في ولايته الرئاسية الثانية، إلى إعادة رسم خريطة العلاقات الأميركية مع الشرق الأوسط، بما يتوافق مع أولويات إدارة ترامب الاقتصادية والجيوسياسية، في ظل تصاعد التنافس الدولي على النفوذ في المنطقة.