روسيا تلوّح بالسلام المشروط.. وموسكو تشترط تعهداً بوقف توسع الناتو
الشؤون السياسية الدولية – كتب| محمد حجازى
في تطور جديد يعكس مرونة مشروطة في موقف موسكو من الحرب الدائرة في أوكرانيا، كشفت مصادر روسية مطلعة لوكالة “رويترز” أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أبدى استعداداً للسلام، لكنه لن يقبل بذلك “بأي ثمن”، مشدداً على ضرورة الحصول على تعهدات غربية مكتوبة بوقف توسع حلف شمال الأطلسي “الناتو” شرقاً، ورفع بعض العقوبات المفروضة على روسيا.
وأوضحت ثلاثة مصادر قريبة من دوائر صنع القرار في الكرملين، أن بوتين يشترط عدم انضمام أوكرانيا وجورجيا ومولدوفا إلى الحلف الغربي، إضافة إلى ضمان حياد أوكرانيا، ورفع جزء من العقوبات، والتعامل مع الأصول الروسية المجمدة في الغرب، فضلاً عن توفير الحماية للناطقين بالروسية داخل أوكرانيا.
وبحسب المصدر الروسي الأول، فإن بوتين يرى أنه في حال تعذر الوصول إلى اتفاق وفق شروطه، سيعمل على إثبات رؤيته من خلال مكاسب ميدانية تشدد من موقف موسكو التفاوضي مستقبلاً.
في المقابل، ترفض كييف منح موسكو “حق النقض” على تطلعاتها الغربية، مؤكدة أنها بحاجة لضمانات أمنية صلبة من الغرب لمنع أي عدوان روسي محتمل.
الكرملين يلمّح للقاء بوتين وزيلينسكي بشروط
في السياق ذاته، أشار المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف إلى إمكانية عقد لقاء بين الرئيس بوتين ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لكنه ربط ذلك بتوصل الطرفين إلى تفاهمات مسبقة، قائلاً إن اللقاء “لن يتم إلا كنتيجة لاتفاقات محددة”.
وأكد بيسكوف أن العمل على مذكرة تفاهم روسية بشأن التسوية في أوكرانيا في مراحلها النهائية، وأن أي تفاصيل سيتم الكشف عنها في وقت لاحق، رافضاً الخوض في مضمون الوثائق عبر وسائل الإعلام.
كما أوضح أن روسيا لن تتنازل عن عدة بنود في أي تسوية قادمة، وأن مكان الجولة الجديدة من المفاوضات لم يُحدد بعد.
موسكو تنتقد اتفاقات كييف مع أوروبا
وفي تعليق على إعلان الرئيس زيلينسكي بشأن اتفاقية مرتقبة مع الاتحاد الأوروبي حول الأسلحة بعيدة المدى، قال بيسكوف إن هذا النوع من الاتفاقات يؤكد “مبررات تحرك روسيا لمعالجة جذور النزاع”
وأشار إلى أن روسيا ترحب بالجهود الأميركية لتقريب وجهات النظر، لكنها تتمسك بموقفها بشأن مستقبل الحلف والنفوذ الغربي على حدودها.