عيد بلا أضاحي في المغرب.. قرار ملكي يثير الجدل الشعبي
اخبار عربية – كتب| محمد طلعت
في خطوة غير مسبوقة، قررت السلطات المغربية هذا العام إلغاء شعيرة نحر الأضاحي خلال عيد الأضحى، في ظل ظروف اقتصادية ومناخية استثنائية، أبرزها أزمة الجفاف التي أثرت بشكل مباشر على قطاع الثروة الحيوانية.
وكان أحمد التوفيق، وزير الأوقاف المغربي، قد أعلن رسميًا عن إلغاء نحر الأضاحي لهذه السنة، ما أحدث حالة من الجدل الواسع في الشارع المغربي، نظرًا لما تمثله هذه الشعيرة من أهمية دينية واجتماعية عميقة. وكشف العاهل المغربي، الملك محمد السادس، أنه سيقوم بذبح الأضحية نيابة عن الشعب المغربي، في مبادرة رمزية تؤكد وقوف القيادة إلى جانب المواطنين في هذه المرحلة الحرجة.
ورغم غياب النحر كممارسة جماعية، شهدت الأسواق المغربية ارتفاعًا غير متوقع في أسعار الأكباش، نتيجة الإقبال المحدود من بعض المواطنين، ما دفع أسعار المواشي إلى الصعود بدل الانخفاض المتوقع بفعل غياب الاستهلاك الموسمي المعتاد
في المقابل، انتشرت شائعات عبر وسائل التواصل الاجتماعي تزعم بأن من يُقدم على الذبح سيُعرض نفسه للمساءلة القانونية أو الغرامة، الأمر الذي نفاه شعيب لمسهل، رئيس المركز المغربي للوعي القانوني، مؤكدًا أن لا عقوبة دون نص قانوني صريح. وأوضح أن التوجيه الملكي هدفه حماية القطيع الوطني والحفاظ على التوازن الاقتصادي، وليس فرض إجراءات عقابية على المواطنين.
وبين مؤيد للقرار بدافع الحفاظ على الثروة الحيوانية، ومعارض يعتبر أن إلغاء النحر ينسف روح المناسبة، يبقى الجدل قائمًا حول مدى تأثير هذا التوجه على هوية العيد في المغرب، ومستقبل السياسة الزراعية في ظل تغيرات مناخية متسارعة.