غزة تحت النار والجوع.. الاحتلال يمنع الإغاثة ويقصف النازحين
عرب وعالم – كتب | محمد حجازى
في تصعيد خطير للأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي السبت غاراته الجوية والبرية المكثفة، مستهدفًا الأحياء السكنية ومواقع تؤوي نازحين في رفح، وخان يونس، وجباليا، والنصيرات، وسط حصار خانق يمنع فرق الدفاع المدني من إنقاذ المصابين أو الوصول إلى الضحايا.
وأكد مراسل جريدة الوطن اليوم أن الطائرات الحربية استهدفت شققًا ومنازل وخيامًا للنازحين، ما أسفر عن سقوط عشرات الشهداء والجرحى، في وقت تتواصل فيه المدفعية بقصف أحياء مكتظة بالسكان مثل الصفطاوي وتل الزعتر،
ومحيط مستشفيات الشمال، التي ترزح تحت حصار لليوم الرابع على التوالي، ما يعيق تقديم الرعاية الطبية ويهدد حياة المصابين والكوادر الصحية.
وشددت مصادر الدفاع المدني في غزة على أن الاحتلال يتعمد منع عمليات الإغاثة والإنقاذ، وسط انهيار شبه كامل في البنية التحتية الصحية، ومخاطر حقيقية على حياة الأطفال جراء المجاعة التي تضرب القطاع، مع تحذيرات أممية من وفاة أكثر من 14 ألف طفل بسبب الجوع الحاد ونقص الغذاء.
وأشار المراسل إلى أن مدينة دير البلح لا تزال تعتمد على أربعة مخابز فقط لتلبية احتياجات عشرات الآلاف من السكان، فيما يعيش مئات آلاف النازحين أوضاعًا إنسانية صعبة في منطقة المواصي.
وعلى الأرض، وسّعت القوات الإسرائيلية عملياتها البرية شمال القطاع، مطالبة سكان الصفطاوي بالإخلاء الفوري، وسط مخاوف من إقامة محور عسكري جديد شبيه بمحور “موراج” جنوب القطاع.
وفي المقابل، ورغم سماح إسرائيل بدخول عدد محدود من شاحنات المساعدات عبر معبر كرم أبو سالم، أكدت المنظمات الدولية أن تلك المساعدات غير كافية على الإطلاق، وسط مطالب بفتح المعبر بشكل كامل.
وقال فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة “الأونروا”، إن مشاهد نهب المساعدات باتت نتيجة طبيعية لأكثر من 11 أسبوعًا من الجوع والمعاناة، داعيًا المجتمع الدولي للتحرك الفوري لوقف الكارثة المتفاقمة في غزة.
وتستمر إسرائيل في هذه المرحلة الجديدة من الحرب التي أطلقتها منذ مارس الماضي، بهدف توسيع رقعة السيطرة الميدانية في القطاع والضغط على الفصائل الفلسطينية خلال مفاوضات متعثرة لإطلاق الأسرى، في ظل تجاهل تام للتحذيرات الدولية والانتهاكات المتكررة للقانون الإنساني الدولي.