فضيحة أخلاقية تهز جيش الاحتلال: قادة يأمرون باستخدام فلسطينيين كدروع بشرية 

0 64٬102

عرب وعالم – كتب| محمد حجازى    

في تطور خطير يكشف عن ممارسات غير إنسانية، اعترف عدد من جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي بأن قيادات عليا أصدرت أوامر مباشرة باستخدام مدنيين فلسطينيين كـ”دروع بشرية” خلال العمليات العسكرية في قطاع غزة، بحسب ما كشفته وكالة “أسوشييتد برس”.

ووفقاً لشهادات أدلى بها جنود حاليون وسابقون، فإن الجيش الإسرائيلي اعتمد بشكل ممنهج على إجبار الفلسطينيين على الدخول إلى المباني والأنفاق بحثاً عن متفجرات أو عناصر مسلحة، فيما يعرف داخلياً بـ”بروتوكول البعوض”.

الجنديان اللذان تحدثا لـ”أسوشييتد برس”، وجندي ثالث أدلى بشهادته لمنظمة “كسر الصمت” الإسرائيلية، أكدوا أن هذه الممارسات لم تكن فردية، بل كانت تتم بعلم القيادات العسكرية، وأحياناً بأوامر مباشرة منهم. كما أكد الضابط الإسرائيلي ناداف فايمان، مدير المنظمة، أن هذه الانتهاكات تمثل انهياراً أخلاقياً ممنهجاً داخل الجيش.

وفي السياق ذاته، أدلى سبعة فلسطينيين بشهادات مروعة حول استخدامهم كدروع بشرية، كان أبرزهم أيمن أبو حمدان (36 عاماً) من غزة، الذي قال إنه أُجبر على ارتداء زي عسكري وكاميرا، وقام بتفتيش منازل وحفر بحثاً عن أنفاق، تحت تهديد السلاح.

وقال أبو حمدان إن الجنود أخبروه بوضوح: “إما أن تفعل ما نأمرك به أو نقتلك”، مشيراً إلى أنه قضى 17 يوماً تحت الاستخدام القسري وهو مقيد العينين، ومحروم من النوم في غرفة مظلمة، باستثناء الأوقات التي يُستخدم فيها كدرع بشري.

أما مسعود أبو سعيد، فأكد أن قوات الاحتلال استخدمته لنفس الغرض لمدة أسبوعين في خان يونس، وارتدى سترة إسعاف وكان يحمل هاتفاً ومطرقة وقواطع، للبحث عن أنفاق مشبوهة. وأشار إلى أنه صُدم حين التقى بأخيه مستخدماً كدرع في ذات العملية.

كما سردت الفلسطينية هزار إستيتي من جنين، تفاصيل استخدامها كدرع لتصوير شقق وتطهيرها، مؤكدة أنها توسلت للعودة إلى طفلها الرضيع دون جدوى.

رغم هذه الشهادات، أنكر الجيش الإسرائيلي ما ورد، مدعياً أن استخدام المدنيين في العمليات محظور تماماً، وأن أوامر مشددة تصدر بانتظام لمنع ذلك.

جدير بالذكر أن منظمة “كسر الصمت” تضم جنوداً إسرائيليين سابقين يعارضون ممارسات الاحتلال في الأراضي الفلسطينية، وقد وثّقت شهادات عديدة عن انتهاكات جسيمة ضد المدنيين.

وتأتي هذه الفضيحة بالتزامن مع استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية التي دخلت مرحلة جديدة منذ مارس الماضي، مع تكثيف التوغل في القطاع للضغط على حركة حماس في ظل المفاوضات المتعثرة بشأن الأسرى.

موقع وجريدة “الوطن اليوم” تواصل تغطيتها للانتهاكات الخطيرة بحق المدنيين الفلسطينيين، في وقت يتزايد فيه الغضب الدولي من ممارسات الاحتلال الخارجة عن القانون الدولي الإنساني.

اترك تعليق