مفاوضات سلام مرتقبة بين موسكو وكييف برعاية دولية واسعة
اخبار العالم اليوم – كتب| محمود سعد
في تطور لافت على صعيد الأزمة الأوكرانية، أعلن الكرملين أن مسألة إعداد مذكرة تفاهم بشأن اتفاق سلام محتمل بين روسيا وأوكرانيا ما تزال معقدة، ولا يمكن تحديد موعد نهائي لها. وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف،
في تصريحات نقلتها وكالات الأنباء الروسية، إن “الجميع يريد إنهاء الحرب سريعًا، لكن الشيطان يكمن في التفاصيل، ولا يمكن تحديد أطر زمنية صارمة”.
التصريحات الروسية جاءت بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن اتصالات أجراها مع كل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي،
إضافة إلى عدد من القادة الأوروبيين، تمهيدًا لإطلاق مسار تفاوضي جديد بين الطرفين. وكتب ترامب عبر شبكته “تروث سوشال” أن “روسيا وأوكرانيا ستباشران فوراً مفاوضات تهدف إلى وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب”، مشيرًا إلى أن “المسار قد انطلق فعليًا”.
في الوقت نفسه، أكد ترامب أن البابا ليو، بابا الفاتيكان الجديد، أعرب عن اهتمامه الكبير باستضافة جولة المفاوضات على أراضي الفاتيكان، ما يمنح المساعي بُعدًا إنسانيًا وروحيًا يعزز فرص النجاح.
من جانبه، وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاتصال مع ترامب بأنه “مفيد جدًا”، مؤكدًا أن موسكو منفتحة على صياغة مذكرة تفاهم تفتح الباب أمام اتفاق سلام شامل. كما شدد على ضرورة تقديم تنازلات متبادلة تضمن مصالح الطرفين.
في المقابل، أبدى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي استعداد بلاده لدراسة المقترحات الروسية، لكنه شدد على أهمية إشراك كييف بشكل كامل في أي قرار يخص مستقبلها، مشيرًا إلى أنه طلب من ترامب عدم اتخاذ أي خطوة دون التشاور المباشر مع القيادة الأوكرانية.
وكانت إسطنبول قد استضافت الجمعة الماضية أول جولة محادثات مباشرة بين موسكو وكييف منذ ربيع 2022، لكنها انتهت دون تحقيق تقدم ملموس، مما يجعل الجولة المقبلة تحت رعاية دولية أوسع بمثابة فرصة حقيقية لإنهاء الحرب التي أنهكت العالم سياسيًا واقتصاديًا.