بقلم حسن النجار: هل تعملها كوريا الشمالية اصطفافها العسكري مع إيران رسمياً
المفكر السياسي حسن النجار الباحث في الشؤون السياسية الدولية
بقلم | حسن النجار
في تطور مفاجئ ومثير للقلق على الساحة الدولية، أعلنت كوريا الشمالية، اليوم، وقوفها الكامل إلى جانب إيران في مواجهة ما وصفته بـ”العدوان الإسرائيلي الأمريكي المشترك”،
في بيان عسكري هو الأشد لهجة منذ سنوات. وجاء الإعلان على لسان الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، الذي أكد أن “إيران ليست وحدها في هذه المعركة”، مشدداً على أن بلاده “لن تقف مكتوفة الأيدي أمام استمرار الانتهاكات الإسرائيلية والدعم الأمريكي السافر لها”.
وأضاف كيم، في خطاب بثّه التلفزيون الرسمي، أن “الجيش الشعبي الكوري في حالة تأهب قصوى، وسيتم اتخاذ ما يلزم إذا تطورت الأمور إلى مواجهة شاملة تهدد الأمن الدولي”.
وبينما لم يحدد البيان طبيعة هذا الدعم العسكري أو شكله المباشر، نقلت وسائل إعلام كورية شمالية أن وزارة الدفاع في بيونغ يانغ بدأت بالفعل مناورات “تكتيكية نوعية” بالقرب من الحدود البحرية، وأكدت استعدادها لإرسال “خبراء دعم عسكري وتقني” إلى إيران في حال طلبت الأخيرة ذلك.
الرد الأمريكي لم يتأخر، حيث وصف البيت الأبيض هذه التصريحات بـ”الاستفزازية والخطيرة”،
مؤكداً أن “أي تدخل كوري شمالي مباشر في النزاع القائم سيقابل برد دولي صارم”، فيما حذرت الخارجية الأمريكية من أن “التصعيد المتعدد الأطراف قد يجر المنطقة إلى حرب لا يمكن السيطرة عليها”.
من جهتها، اعتبرت طهران البيان الكوري الشمالي “رسالة قوية تثبت أن محور المقاومة يمتد شرقاً”، مؤكدة أن التنسيق مع الحلفاء في آسيا “سيتم تعزيزه بشكل غير مسبوق”.
المجتمع الدولي، وخاصة الاتحاد الأوروبي والصين وروسيا، دعا إلى ضبط النفس، محذراً من عواقب توسع دائرة الصراع لتشمل دولاً نووية، مما قد يهدد الأمن والسلم العالميين.
وفي ظل هذا التصعيد غير المسبوق، تبقى المنطقة والعالم على صفيح ساخن، في انتظار ما إذا كانت بيونغ يانغ ستنتقل من التصريحات إلى الأفعال.
