إيران تشيّع قادتها وعلماءها بعد أعنف ضربة إسرائيلية منذ سنوات
تقارير عالمية – كتبت | مني السباعي
تُقيم إيران، اليوم السبت، مراسم تشييع وطنية مهيبة في طهران لستين شخصية من كبار القادة العسكريين والعلماء النوويين، قضوا في الضربات الإسرائيلية المكثفة خلال الحرب الأخيرة التي استمرت 12 يومًا، والتي توقفت قبل أربعة أيام بوقف إطلاق نار هش أُعلن بوساطة أميركية.
ويُنتظر أن تشهد ساحة “انقلاب” وسط العاصمة حشودًا ضخمة من الإيرانيين، في مسيرة جنائزية تمتد حتى ساحة “آزادي”، حيث يُشيَّع قادة بارزون على رأسهم رئيس هيئة الأركان المشتركة محمد باقري، وقائد الحرس الثوري حسين سلامي، وأمير علي حاجي زاده، قائد القوة الجوفضائية في الحرس الثوري.
كما يُودّع الإيرانيون اليوم شخصيات علمية مرموقة، بينهم العالم النووي محمد مهندي طهرانجي وزوجته، في مراسم جنائزية وصفتها وسائل الإعلام الرسمية بأنها “تاريخية”.
الهجوم الإسرائيلي المباغت، الذي انطلق فجر 13 يونيو، استهدف مواقع عسكرية ومنشآت نووية، وأسفر عن سقوط 627 مدنيًا وفق بيانات وزارة الصحة الإيرانية، فيما قتل 28 شخصًا في إسرائيل نتيجة الضربات الإيرانية بالصواريخ والطائرات المسيّرة.
الرئيس الأميركي دونالد ترامب هدّد، من جانبه، بتجدد الضربات على إيران “دون تردد”، إذا ما استأنفت طهران تخصيب اليورانيوم لأغراض عسكرية، مشيرًا إلى أنه منع سابقًا اغتيال المرشد الأعلى علي خامنئي رغم “امتلاك معلومات دقيقة عن مكان اختبائه”، على حد تعبيره.
في المقابل، ندد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بتصريحات ترامب “المهينة”، مشددًا على أن “الشعب الإيراني لا يقبل الإهانات”، مؤكدًا أن حسن النية يقابل بحسن نية، والاحترام يولد الاحترام.
وأكدت إيران أن برنامجها النووي يظل سلميًا بالكامل، نافية نيتها العودة إلى طاولة المفاوضات، وذلك ردًا على تصريحات ترامب الأخيرة خلال قمة حلف شمال الأطلسي في لاهاي.
أما إسرائيل، فبررت هجماتها بأنها جاءت لمنع “تهديد وشيك”، بحسب وزير الخارجية جدعون ساعر، الذي قال إن الضربة أنقذت المنطقة والعالم من خطر داهم
المرشد الإيراني علي خامنئي، وفي أول خطاب له بعد وقف إطلاق النار، اعتبر ما حدث “انتصارًا معنويًا للشعب الإيراني”، مهددًا بأن بلاده “لن تستسلم أبدًا” وأن أي هجوم أميركي جديد سيقابل برد عنيف على قواعد واشنطن في المنطقة.
ومن اللافت أن مراسم تشييع السبت ستشمل أيضًا أربع نساء وأربعة أطفال من ضحايا الضربات الإسرائيلية، في مشهد يُتوقع أن يرفع منسوب الغضب الشعبي ويزيد التوتر الإقليمي
وكانت إيران قد أطلقت صواريخ على قاعدة “العديد” الأميركية في قطر ردًا على ضربات واشنطن، في هجوم لم يسفر عن إصابات، حيث أعلنت الدوحة اعتراض الصواريخ بنجاح.