انقسام حاد بالكونجرس بعد أول إفادة سرية بشأن ضرب إيران نوويًا

كتب| محمد حجازى
شهد الكونجرس الأميركي، الخميس، حالة من الانقسام الواضح عقب أول إفادة سرية قدّمها كبار المسؤولين في إدارة الرئيس دونالد ترامب، بشأن الضربات الجوية التي استهدفت 3 مواقع نووية داخل إيران. وتزايدت الأسئلة داخل أروقة التشريع حول جدوى العملية العسكرية ومدى تورط واشنطن في تصعيد جديد بالشرق الأوسط.
الإفادة التي تأجلت من الثلاثاء إلى الخميس، قدمها كل من مدير وكالة الاستخبارات المركزية جون راتكليف، ووزيرا الخارجية والدفاع ماركو روبيو وبيت هيغسيث، إلى جانب رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال دان كين، لأعضاء مجلس الشيوخ.
وعقب الجلسة، أعرب عدد من أعضاء الحزب الجمهوري عن دعمهم للهجوم، مشيرين إلى أنه ألحق ضررًا بالغًا بالبرنامج النووي الإيراني. وقال السيناتور الجمهوري توم كوتون: “من الواضح أننا، بمشاركة إسرائيل، وجهنا ضربة قاسية للبرنامج النووي الإيراني”.
لكن هذه الرواية لم تقنع جميع النواب، إذ أبدى عدد من الديمقراطيين شكوكهم في فعالية الضربة. وقال السيناتور كريس مورفي: “لا تزال هناك قدرات نووية مهمة لدى إيران رغم الضربة”.
ويأتي ذلك في وقت يناقش فيه مجلس الشيوخ مشروع قرار يُلزم الرئيس بالحصول على تفويض من الكونجرس قبل تنفيذ أي عمل عسكري إضافي ضد إيران، في خطوة تهدف إلى كبح صلاحيات الرئيس الحربية.
وأعرب ديمقراطيون وبعض الجمهوريين عن قلقهم من تجاوز الإدارة لصلاحياتها، دون الرجوع إلى الكونغرس، مؤكدين الحاجة لمعرفة تفاصيل أوفى حول الأساس الاستخباراتي الذي اعتمد عليه ترامب في إعطاء الضوء الأخضر للهجوم.
وبينما أشار تقرير استخباراتي أولي إلى أن الضربات قد تؤخر برنامج إيران النووي لبضعة أشهر فقط، وهو ما شكك في فاعلية العملية، تمسكت الإدارة الأميركية بتأكيداتها. وقال وزير الدفاع هيغسيث في مؤتمر صحفي بالبنتاجون: “سواء وصفناها بالتدمير أو بالإبادة، فالهجوم كان ناجحًا وفق كل المعايير التاريخية”.
كما أصدرت مديرة الاستخبارات الوطنية تولسي غابارد ومدير “سي آي إيه” راتكليف بيانين دعما فيهما تصريحات ترامب، مؤكدين أن المنشآت الإيرانية “تم تدميرها بالكامل”.