بقلم حسن النجار: ترامب وحده يرجح كفة إسرائيل ويستدعي نتنياهو للتفاوض 

المفكر السياسي حسن النجار رئيس تحرير جريدة الوطن اليوم الباحث في الشؤون السياسية الدولية  

0 60٬048

بقلم | حسن النجار   

جريدة الوطن اليوم تقدم لكم كل ما هو جديد علي مدار الساعة – شهد الصراع الإسرائيلي-الإيراني تصعيدًا غير مسبوق، حيث تخلى الطرفان عن سياسات الاحتواء والحروب المحدودة، متجهين نحو مواجهات مباشرة تعكس استعراضًا للقوة.

هذا التحول لم يقتصر على المؤسسات العسكرية، بل امتد إلى النخب والرأي العام، مما ينذر بمستقبل مليء بالتحديات والمواجهات بدلاً من التهدئة.

الهجوم الإسرائيلي الأخير أوقف مسار المفاوضات مع الولايات المتحدة، ودفع الطرفين إلى تبادل الضربات في دوامة من الردود. دخلت إسرائيل مواجهة مفتوحة، بينما واجهت إيران خيارات صعبة، أخطرها إغلاق مضيق هرمز، الذي قد يستفز تدخلاً غربيًا بقيادة أمريكا، مما يعرض إيران لعزلة دولية.

تتوقف فرص التهدئة على إدراك إسرائيل لقدرة إيران على إلحاق الضرر بها، وعدم إمكانية تدمير برنامجها النووي بالكامل، فضلاً عن صمود النظام الإيراني. التصعيد الإيراني قد يستهدف الممرات التجارية، مما يخلق أزمة اقتصادية عالمية. هنا، تصبح التهدئة مرهونة بنظرية “مأزق الضرر المتبادل”، التي تتطلب وساطة طرف ثالث.

في حال استمر التصعيد، قد تلجأ إيران إلى نقل تكنولوجيا نووية إلى حلفائها، مثل حزب الله أو الحوثيين، أو حتى جهات غير حكومية، مما يحول الصراع إلى شبكة عالمية يصعب السيطرة عليها. الهجمات الأخيرة، التي استهدفت البنية التحتية في كلا البلدين، تؤكد استعدادات مسبقة، حيث يمتلك كل طرف قائمة أهداف دقيقة، مع أضرار كبيرة، وإن حاولا إخفاء حجمها.

 حققت إسرائيل إنجازات ميدانية بضربات متطورة، لكنها لم تحقق انتصارات حاسمة، ودخلت مرحلة استنزاف أمني واقتصادي. في المقابل، سجلت إيران انتصارات رمزية، لكنها خسرت قادة بارزين ومنشآت حيوية، تحتاج إلى وقت وموارد للتعافي. تراجع أي طرف يُعد استسلامًا، مما يعقد المشهد.

رغم إنجازات إسرائيل، يفتقر نتنياهو إلى تفويض لخوض حرب طويلة. كذلك، لا تستطيع إيران تحمل نزاع طويل يهدد اقتصادها وهيبتها. الحل يتوقف على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، القادر وحده على ترجيح كفة إسرائيل عسكريًا، أو استدعاء نتنياهو إلى طاولة التفاوض لاحتواء التصعيد. مستقبل المنطقة مرهون بقراره.

اترك تعليق