بقلم حسن النجار: ثانوية عامة عادلة تُعيد هيبة التعليم المصري من جديد
الكاتب الصحفي والمفكر السياسي حسن النجار عضو المكتب الفني للشؤون السياسية والباحث في الشؤون السياسية الدولية
جريدة الوطن اليوم الإخبارية – 17 يونيو 2025
بقلم | حسن النجار
انطلقت امتحانات الثانوية العامة هذا الأسبوع، حاملةً آمال وتطلعات ملايين الأسر المصرية، وسط توتر مشوب بالأمل في مرحلة تُعدّ مفترق طرق لمستقبل الطلاب. يتوق الجميع إلى امتحانات عادلة، بأسئلة متوازنة تقيس القدرات دون تعقيد مبالغ فيه، لتكريم المجتهدين وتجنيب الطلاب الإحباط.
يترقب المصريون أداء وزير التربية والتعليم، محمد عبد اللطيف، في اختبار قيادته الأول، وسط آمال بإصلاح جذري يُنهي آفة الغش الإلكتروني وتسريب الامتحانات، التي شوهت العدالة التعليمية. يراهن الشارع على وعود الوزير بتفعيل تقنيات مراقبة متطورة، وتطبيق قانون صارم ضد التصوير في اللجان، مع تعزيز نظام “البوكليت” للقضاء نهائياً على الغش.
نجح عبد اللطيف في إحداث تغييرات ملموسة، شملت تحديث المناهج لتواكب الواقع، تحسين بيئة التعلم، وإعادة الاعتبار لدور المعلم والمدرسة. أدت هذه الجهود إلى انخفاض معدلات الغياب وزيادة حضور الطلاب بشكل غير مسبوق، فيما عززت جولاته الميدانية عبر المحافظات ثقة الأسر بمتابعة الوزارة الدقيقة وحل الأزمات فوراً.
يُعلّق المصريون آمالاً كبيرة على نظام البكالوريا المقترح، الذي يُخفف عدد المواد الدراسية، ويوفر مسارات تعليمية متنوعة تتماشى مع ميول الطلاب، مع التركيز على التفكير النقدي وإعدادهم لسوق العمل. يهدف النظام إلى تخفيف الأعباء النفسية والمالية، وكسر هيمنة الدروس الخصوصية التي تستنزف الأسر.
تطمح الأسر المصرية إلى ثانوية عامة تتحول من كابوس إلى مرحلة تقييم طبيعية، تعتمد الفهم والإبداع لا الحفظ، وتُكافئ الجهد بنزاهة. يبقى التحدي الأكبر أمام الوزير تحقيق منظومة تعليمية شفافة وعصرية، تُنهي “بعبع الثانوية” وتُرسي أسس مستقبل تعليمي يُحقق طموحات مصر.