بقلم حسن النجار: خمسة أسباب تجعلنا نثق في قوة مصر
المفكر السياسي حسن النجار عضو المكتب الفني للشؤون السياسية والباحث في الشؤون السياسية الدولية
بقلم | حسن النجار
قناعتنا راسخة لا تتزعزع بأن مصر تملك كل أسباب القوة الشاملة التي تُمكّنها من مواجهة التحديات والمخاطر، وتمنحنا الثقة الكاملة في قدرتها على العبور إلى المستقبل بثبات واستقرار، رغم ما يحاصرها من تهديدات إقليمية ودولية. وتقوم هذه القناعة على خمسة أعمدة رئيسية تمثل مصادر قوتها وصمام أمانها، نعرضها كما يلي:
أولاً: قيادة وطنية مخلصة تخاف الله وتحب الشعب
منذ اليوم الأول لتوليه المسؤولية، اختار الرئيس عبد الفتاح السيسي طريق المكاشفة مع الشعب، وطلب من المصريين الصبر وتحمل الإجراءات الصعبة لإعادة بناء الدولة. ومع مرور أكثر من عشر سنوات، بدأت ملامح الجمهورية الجديدة تتشكل بوضوح: تحسنت شبكة الطرق والمواصلات، اختفت العشوائيات، زادت الدخول، توفرت السلع، وتوالت قرارات تحسين الأجور والدعم للفئات الأكثر احتياجًا.
كما أن الدولة أولت أولوية كبرى لملفات الاستثمارات والصناعة والزراعة، مما أسهم في مضاعفة الرقعة العمرانية والزراعية ورفع قيمة الصادرات. ولم تغفل الدولة الجانب الصحي، فأطلقت مبادرات كبرى كالتأمين الصحي الشامل و100 مليون صحة، ما يعكس اهتمام القيادة بالمواطن في مختلف مناحي الحياة.
ثانياً: شعب واعٍ يصطف خلف دولته
الوعي الشعبي المصري يمثل درعًا منيعًا ضد كل المؤامرات. لقد أثبت المصريون في 30 يونيو أنهم يمتلكون حسًا وطنيًا عاليًا عندما لفظوا جماعة الإرهاب. هذا الوعي هو ما جعلهم يتحملون تبعات الإصلاح الاقتصادي، ويرفضون دعوات الفوضى، ويميزون بين النقد البناء والهدام، ويدركون أن ما يُبنى على الأرض أصدق من حملات التشويه والشائعات.
الرئيس نفسه، في أكثر من مناسبة، عبّر عن فخره بهذا الشعب وصموده، مؤكدًا أن وعي المصريين هو صمام الأمان الحقيقي للوطن، وهو ما تجلى في أوقات الأزمات والمحن.
ثالثاً: جيش قوى وشريف يحمي ولا يعتدي
القوات المسلحة المصرية، بفضل الرؤية الاستراتيجية للرئيس، وصلت إلى أعلى درجات الاحترافية والتحديث، من حيث التدريب والتسليح والتكنولوجيا. جيش مصر اليوم هو الأقوى في الشرق الأوسط، واستقلال قراره يعكس استقلالية الدولة المصرية.
الجيش لا يعتدي ولا يتآمر، لكنه مستعد دائمًا للدفاع عن الوطن والشعب مهما كلفه الأمر. وهو ما يجعل المصريين يحتفظون بعلاقة حب وثقة وفخر تجاه جيشهم الذي يظل دائمًا في صدارة الصفوف لحماية الدولة وأمنها القومي.
رابعاً: شرطة واعية تقوم بدورها بإخلاص
الأمن الذي تعيشه مصر حاليًا ثمرة لجهود جبارة تبذلها وزارة الداخلية في مكافحة الجريمة ومواجهة الإرهاب وضبط الأسواق والمهربين.
كما تشهد خدمات الشرطة تطورًا ملحوظًا في الأداء، سواء على مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين أو سرعة الاستجابة لأي شكوى، فضلًا عن الأداء المشرف لبعثة الحج الرسمية وغيرها من المهام المجتمعية.
الشرطة المصرية اليوم شريك أصيل في منظومة الأمن والاستقرار، ووعيها بدورها الحيوي يعزز من تماسك الجبهة الداخلية.
خامساً: سياسة خارجية رشيدة تحظى باحترام العالم
تستعيد مصر مكانتها الإقليمية والدولية عبر سياسة خارجية متزنة وشريفة، لا سيما في تعاملها مع القضايا الكبرى وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
لقد أصبحت مصر صوت العقل في المنطقة، ووجهة كبار القادة، وشريكًا رئيسيًا في جهود تحقيق السلام، وهو ما يعكس احترام العالم لمواقفها وقيادتها.
السياسة المصرية الحالية تقوم على الثوابت والمبادئ، وتؤمن بالعدالة والكرامة، وتسعى لحماية مصالحها ومصالح أشقائها دون تدخل في شؤون الآخرين.
في الختام، فإن ثقتنا في مستقبل مصر ليست مجرد أمنيات، بل تقوم على أسس واقعية وعقائدية وتاريخية. فمصر التى تجلى الله عليها في سيناء، والتي احتضنت أنبياء الله، كانت وستظل محفوظة بحفظ الله، مدعومة بقيادة وطنية، وشعب واعٍ، وجيش قوى، وشرطة أمينة، ودبلوماسية رشيدة.
ومهما بلغت التحديات، ستظل مصر قوية، عصيّة على الكسر، ماضية إلى الأمام بثقة شعبها وتوفيق الله.
حفظ الله مصر وشعبها ورئيسها من كل سوء.