بقلم: حسن النجار “سفينة مادلين تفضح الاحتلال وتوحد العالم ضد قرصنته”
المفكر السياسي حسن النجار عضو المكتب الفني للشؤون السياسية والباحث في الشؤون السياسية الدولية
بقلم: حسن النجار
في جريمة جديدة تضاف إلى سجل الانتهاكات الإسرائيلية، أقدم الاحتلال على اعتراض واحتجاز سفينة المساعدات الإنسانية “مادلين”، التي كانت ضمن أسطول الحرية متجهة إلى قطاع غزة المحاصر،
حاملة على متنها نشطاء من أوروبا وأمريكا والعالم العربي، في مهمة إنسانية تهدف إلى إيصال مساعدات غذائية وطبية للمدنيين.
ورغم أن الرحلة كانت سلمية وأهدافها إنسانية بحتة، إلا أن الاحتلال واجهها بالقوة والعنف، وأقدم على تحويل مسار السفينة قسرًا إلى أحد الموانئ الإسرائيلية، في خرق سافر للقانون الدولي،
وخاصة اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار، وانتهاك صارخ لحقوق الإنسان والجهود الدولية لدعم الشعب الفلسطيني المحاصر.
لقد تحولت “مادلين” من مجرد سفينة إغاثة إلى شاهد حي على طغيان هذا الكيان الذي لا يتورع عن ارتكاب جرائمه في وضح النهار، وبصورة تؤكد استخفافه الكامل بالقانون الدولي والمجتمع الدولي، وكأنّه كيان فوق المحاسبة.
إن ما جرى يدعو لتحرك عربي وإسلامي عاجل، يستند إلى قوة المنطق وعدالة القضية،
من خلال حشد الرأي العام العالمي، ومناشدة كافة منظمات حقوق الإنسان الدولية ومؤسسات المجتمع المدني لإعلان التضامن الكامل مع طاقم السفينة “مادلين” وكل المشاركين في أسطول الحرية.
كما ينبغي إطلاق حملة دولية لحماية السفن الإنسانية المتجهة إلى غزة من القرصنة الإسرائيلية، والتأكيد على استمرار تنظيم أساطيل الدعم رغم التهديدات، وكشف جرائم الاحتلال للرأي العام العالمي، فالمعركة اليوم هي معركة وعي وإرادة ووحدة.
علينا أن ندرك أن النصر لن يكون إلا بوحدتنا العربية والإسلامية، وبالاصطفاف الفلسطيني الداخلي،
وأن التعويل على المجتمع الدولي لا يُجدي إلا إذا كنا موحدين أولًا، أما الولايات المتحدة، فرغم تأثيرها، لا يمكن تجاهل أنها طرف أساسي في هذا العدوان المستمر.