بقلم حسن النجار: من يحسم الحرب إسرائيل أم إيران؟
المفكر السياسي حسن النجار عضو المكتب الفني للشؤون السياسية والباحث في الشؤون السياسية الدولية
بقلم | حسن النجار
من يحسم الحرب؟ إسرائيل أم إيران؟ سؤال اللحظة الذي يشغل أذهان الملايين، ومحور التساؤلات في الشرق الأوسط والعالم. تتسارع التطورات بين تل أبيب المدعومة بشكل مطلق من الولايات المتحدة وحلفائها،
وطهران التي تواجه تحالفًا غربيًا إسرائيليًا بأدوات غير تقليدية، لتُدار الحرب عن بُعد دون مواجهة برية مباشرة، بل من خلال سلاح الجو، والضربات الدقيقة، والمخابرات المتقدمة.
إسرائيل، بدعم أمريكي كامل، تستخدم ترسانة من الطائرات المقاتلة الحديثة من طراز F-35 وF-15 وF-16، مدعومة بطائرات التزود بالوقود وغطاء استخباراتي موساديّ مكثف داخل العمق الإيراني.
وقد كشفت الهجمات المتتالية هشاشة الدفاعات الجوية الإيرانية، حيث تم استهداف منشآت نووية، وبُنى تحتية حيوية، ومراكز نفط وغاز، وقادة عسكريين وخبراء نوويين، في مشهد يشير إلى هيمنة جوية إسرائيلية واضحة.
لكن هل تكتفي إسرائيل بالحرب الجوية؟ تشير تصريحات بعض المسؤولين في تل أبيب إلى احتمالات أكثر خطورة، كاستهداف المرشد الأعلى أو إسقاط النظام الإيراني، وهو ما يضع طهران أمام تحدٍ وجودي.
ووفقًا لتصريحات الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، فقد طُلب منه دعم عملية لاغتيال خامنئي، لكنه رفض، ما يعكس مستوى التفكير في تل أبيب بشأن تغيير قواعد اللعبة كليًا.
ورغم هذه الاستباحة، فإن إيران ما زالت تملك أوراقًا قوية، لا تقتصر فقط على قدراتها الصاروخية، بل تشمل أيضًا قدراتها البحرية، والمسيرات الشبحية المتطورة التي أثبتت فعاليتها في أوكرانيا،
بالإضافة إلى إمكانية فتح جبهات في لبنان واليمن والعراق عبر حلفائها. كما أن تهديد مضيق هرمز واستهداف المصالح الأمريكية في المنطقة تبقى سيناريوهات قائمة، إذا ما قررت طهران رفع سقف المواجهة.
أما الحديث عن معركة برية فهو حتى الآن غير واقعي، ويعتمد على مدى فاعلية الحملة الجوية الإسرائيلية، ومدى صمود إيران أمام هذا القصف المركّز. ومن جهة أخرى، ورغم إنكار واشنطن المشاركة المباشرة،
فإن الدعم العسكري والاستخباراتي واللوجستي الذي تقدمه لإسرائيل يفند هذا الادعاء، خاصة بعد نشر حاملات طائرات أمريكية إضافية، وتعزيز قوات القيادة المركزية في الشرق الأوسط.
ورغم التفوق الجوي الإسرائيلي، إلا أن فشل منظومة “القبة الحديدية” وحتى “ثاد” الأمريكية في صد الهجمات الصاروخية الإيرانية يضع علامات استفهام خطيرة،
ويُشعر تل أبيب بالخطر الوجودي، ويكشف هشاشتها أمام ضربات طهران، التي قد تكون حتى الآن ما زالت تحت السيطرة، لكنها بالتأكيد ليست بلا أنياب.
المنطقة تعيش على صفيح ساخن، والحرب المفتوحة قد تتدحرج إلى مواجهة إقليمية كبرى. فمن يصرخ أولاً؟ ومن يطلب التهدئة؟ ومن يخرج منتصرًا؟
أسئلة مفتوحة، والسيناريو الأسوأ لم يُكتب بعد. حفظ الله مصر حفظ الله الوطن حفظ الله الجيش