“قارب مادلين” يتحدى الحصار.. الاحتلال يحتجز المساعدات ويبتسم للكاميرات 

0 32٬044

اخبار عربية – كتب| محمد طلعت   

في عملية عسكرية خاطفة نفذتها وحدة “شايطيت 13” التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم الاثنين، تم اعتراض سفينة “مادلين” خلال محاولتها الإبحار إلى قطاع غزة لتوصيل مساعدات إنسانية. السفينة، التي انطلقت من صقلية، كانت تحمل على متنها مجموعة من النشطاء الدوليين بينهم الناشطة البيئية السويدية جريتا ثونبرج، ورفضت تغيير مسارها رغم تحذيرات بحرية إسرائيلية بالابتعاد عن شواطئ غزة.

“يخت السيلفي”.. الرواية الإسرائيلية مقابل الانتقادات الدولية 

وزارة الخارجية الإسرائيلية سخرت من القافلة ووصفتها بـ”الاستعراض الإعلامي”، مطلقة على السفينة اسم “يخت السيلفي”، وادعت أنها اخترقت منطقة بحرية مغلقة بموجب ما سمّته “حصارًا قانونيًا دوليًا”، وزعمت أن حمولة السفينة لا تتجاوز شاحنة مساعدات واحدة فقط. الجيش الإسرائيلي أكد أنه راقب القارب بطائرات مسيرة وتواصل مع ركابه قبل أن ينفذ عملية السيطرة دون وقوع إصابات.

في المقابل، تحدث النشطاء عن تعرضهم لما وصفوه بـ”هجوم نفسي” عبر تحليق طائرات مسيرة فوق القارب، وادعوا أن طائرة إسرائيلية رشّت مادة بيضاء مهيّجة على سطح السفينة، ما تزامن مع انقطاع الاتصالات عنهم قبل أن تُنشر صور لهم وهم قيد الاحتجاز.

ابتسامات أمام الكاميرات ومحاولة لتبرير الحصار 

نشرت وزارة الخارجية الإسرائيلية مقاطع تُظهر جنودًا يقدمون الطعام والماء للركاب، محاولة تصوير العملية كحدث إنساني لا عدائي. وفي لقطات أخرى، ظهرت جريتا ثونبرج مبتسمة، ما اعتبرته إسرائيل دليلاً على “حُسن المعاملة”. وزير الدفاع يوآف جالانت قال إن ركاب السفينة سيُعرض عليهم مقاطع من هجوم 7 أكتوبر “كي يعرفوا من هي حماس التي يدعمونها”، على حد زعمه.

تفاصيل عملية الاقتحام: إنذارات، حصار، ثم سيطرة 

بدأت الأحداث الساعة 1:15 فجرًا بصفارات إنذار وارتداء النشطاء سترات النجاة، وسط أضواء كاشفة من الزوارق الإسرائيلية. لاحقًا، تحدثت الناشطة ياسمين عجار عن تحركات بحرية إسرائيلية حاصرت السفينة واقتربت منها لمسافة 200 متر، معتبرة ذلك “حربًا نفسية مدروسة”، وأكدت أنهم لم يكونوا يحملون سوى مساعدات رمزية.

100 كيس طحين مقابل 1200 شاحنة؟ 

إسرائيل قللت من أهمية المساعدات، وقالت إن السفينة لم تحمل سوى نحو 100 كيس طحين، مقارنةً بـ1200 شاحنة مساعدات دخلت غزة خلال أسبوعين، واعتبرت ما حدث حملة دعائية لا إنسانية، مدعيةً أن بعض المشاركين كانوا يسعون لـ”إثارة ضجة إعلامية”.

الاسم رسالة صمود.. من هي مادلين؟ 

اسم السفينة مستوحى من قصة مادلين كلّاب، أول فتاة فلسطينية احترفت الصيد البحري في غزة. مادلين، التي بدأت العمل منذ سن الثالثة عشرة لإعالة أسرتها، استشهدت خلال الحرب الأخيرة على القطاع، بعد أن فقدت والدها وقاربها، وكانت حاملاً بطفلها الخامس. تكريماً لها، حمل القارب اسم “مادلين” كرمز لصمود نساء غزة في وجه الاحتلال، سواء في البحر أو على اليابسة.

اترك تعليق