مصر تبدأ استعداداتها الجادة للاستحقاقات الدستورية المقبلة 2025 وسط تحديات إقليمية كبرى 

0 67٬053

شؤون سياسية – كتب | حسن النجار   

في ظل أجواء إقليمية مشحونة وصراعات تتفاقم على حدود الدولة المصرية، بدأت القاهرة استعداداتها الجادة للاستحقاقات الدستورية المقبلة، والمتمثلة في انتخابات مجلس النواب ومجلس الشيوخ لعام 2025،

والتي وافق على إجرائها الرئيس عبد الفتاح السيسي مؤخرًا، لتكون خطوة مهمة في مسار دعم الحياة النيابية وتعزيز المسار الديمقراطي رغم التحديات القائمة.

وقد طرحت جريدة الوطن اليوم في هذا السياق جملة من التساؤلات حول مدى جهوزية الدولة لإجراء هذه الانتخابات، خاصة في ظل التوترات الإقليمية والحروب المتصاعدة التي تلقي بظلالها على المشهد السياسي والاقتصادي في المنطقة، بدءًا من تطورات الأزمة الفلسطينية، ومرورًا بمفاوضات سد النهضة، وصولًا إلى الاضطرابات المتكررة في بعض دول الجوار.

وفي تصريحات خاصة لـ” جريدة الوطن اليوم”، أكد أحد أعضاء اللجنة الوطنية للانتخابات أن الدولة ملتزمة بالاستحقاقات الدستورية في موعدها، وأن هناك استعدادات تُجرى حاليًا لضمان تنظيم العملية الانتخابية وفق أعلى درجات النزاهة والشفافية،

رغم ما تمر به البلاد من تحديات غير مسبوقة، مشددًا على أن مصر تخوض معركة بقاء واستقرار على أكثر من جبهة.

وأضاف المصدر أن الدولة تدرك تمامًا حجم التكلفة الاقتصادية والسياسية لإجراء انتخابات بحجم انتخابات مجلسي النواب والشيوخ، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية العالمية والمحلية،

لكن القيادة السياسية ترى في تلك الانتخابات ضرورة وطنية، ودليلًا على صلابة مؤسسات الدولة وقدرتها على الاستمرار في البناء المؤسسي والدستوري رغم الأزمات.

كما أوضح أن الهيئة الوطنية للانتخابات ستبدأ خلال الأشهر القادمة بوضع الجدول الزمني، وفتح باب الترشح، وتحديد مراحل التصويت، بما يراعي الاعتبارات الأمنية والسياسية والاقتصادية الراهنة، لافتًا إلى أن مصر كانت دائمًا قادرة على تجاوز الصعاب والوقوف بثبات أمام الرياح العاتية.

وتُعد انتخابات 2025 محطة فاصلة في الحياة النيابية المصرية، في ظل رغبة القيادة السياسية في إحداث تغييرات نوعية تعزز من دور البرلمان في التشريع والرقابة والمحاسبة،

وتدفع بمزيد من الكفاءات إلى مواقع صنع القرار، تلبية لطموحات المواطنين وتطلعاتهم في مستقبل أكثر استقرارًا وعدالة.

وفي ظل تطورات المشهد الإقليمي المعقد، خاصة مع تصاعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، واستمرار التهديدات المرتبطة بأمن سد النهضة، واستمرار الحروب والصراعات المسلحة في عدة دول عربية وأفريقية مجاورة،

تبقى مصر لاعبًا محوريًا في جهود إرساء الاستقرار، وواحة توازن سياسي تسعى إلى الحفاظ على أمنها الداخلي واستكمال مسارها الديمقراطي في آن واحد.

جريدة “الوطن اليوم” تتابع هذا الملف عن كثب، وتفتح صفحاتها لكل الأصوات الوطنية والآراء المتعددة، في محاولة جادة لرصد نبض الشارع وتحليل أبعاد المشهد الانتخابي المرتقب بكل شفافية وموضوعية.

اترك تعليق