9:25 ص8 أغسطس، 2025

بقلم حسن النجار : المشاركة الوطنية.. ضمانة الديمقراطية وبناء الجمهورية الجديدة 

بقلم | حسن النجار   

ثمة دلالات واضحة تعكس قوة الاصطفاف الوطني خلف مؤسسات الدولة، وتجسّد صورة الديمقراطية المسؤولة، التي تُرسّخ مفهوم “الحرية المنضبطة” كركيزة أساسية في بناء الأوطان، ودعامة صلبة في وجه أي محاولة للنيل من استقرار هذا البلد الأمين.

ويأتي أحد أبرز تلك المؤشرات في هذا السياق من خلال الاستعدادات للانتخابات البرلمانية، والتي تؤكد على وعي شعبي متزايد بأهمية المشاركة في اختيار من يمثلهم تحت قبة البرلمان، تعبيرًا عن الإرادة الحرة، وصوتًا معبرًا عن مطالب المواطنين داخل الإطار الرسمي للدولة.

إنّ المشاركة في العملية الانتخابية لم تعد ترفًا، بل أصبحت ضرورة وطنية ملحة، خاصة في ظل التحديات الكبرى التي تواجهها مصر والمنطقة والعالم بأسره. وفي ضوء الأزمات العالمية، تصبح الشراكة الشعبية عاملًا حاسمًا في نجاح رؤية الدولة الطموحة وخططها الاستراتيجية.

 وهذه المشاركة لا تقتصر على التصويت فقط، بل تشمل اختيار المرشح القادر على تمثيل المواطن بأمانة، والدفاع عن حقوقه، والعمل لصالح الصالح العام بعيدًا عن المصالح الشخصية الضيقة.

إنّ الشعب المصري الذي فجّر ثوراته، وأعاد رسم ملامح مستقبله بإرادة صلبة، قادر اليوم أيضًا على ممارسة حقه الدستوري في اختيار الأفضل. فوعي المصريين – المستمد من عمق تاريخهم وحضارتهم – يمكّنهم من التفرقة بين من يسعى لخدمة الوطن، ومن يبتغي المكاسب الخاصة.

 وإننا في هذه المرحلة الدقيقة من عمر الوطن، بحاجة إلى نواب يتحملون المسؤولية بإخلاص، ويتفانون في أداء دورهم التشريعي والرقابي، ليكونوا لسان حال المواطن، ودعامة حقيقية لجهود التنمية والإصلاح.

ولا يخفى على أحد أن قوى الظلام لن تقف مكتوفة الأيدي، بل ستواصل محاولاتها لتشويه المشهد الانتخابي، وبث الشائعات، وزرع الفتن، عبر الكتائب الإلكترونية المأجورة،

التي تسعى إلى تفتيت الصف الوطني، وهتك النسيج المجتمعي، لكنّ رهان الدولة الدائم هو على وعي المصريين، الذين سطروا على مدار التاريخ ملاحم من التضحية والانتصار، ولم يسمحوا يومًا للأعداء بأن ينالوا من وحدتهم أو عزيمتهم.

وعلينا جميعًا أن نكون على درجة عالية من اليقظة والوعي، لمواجهة كل ما يثبط العزائم أو يشكك في نزاهة الاستحقاقات الديمقراطية. فالدولة المصرية تمضي بخطى واثقة نحو ترسيخ قواعد الجمهورية الجديدة،

ولا سبيل لاستكمال هذا البناء إلا من خلال مشاركة فاعلة لكل فئات الشعب في العملية الانتخابية، تأكيدًا على وحدة الصف ووضوح الهدف، وهو دعم مؤسسات الدولة، وصون استقرارها، وتعزيز مكانتها المستحقة بين الأمم.

لقد أثبت المصريون في كل محطة انتخابية أنهم أهل للمسؤولية، وأن أداء الواجب الوطني لا يرتبط بالعمر أو القدرة الجسدية؛ بل بقلب نابض بالحب لهذا الوطن.

فكم من مشاهد رأينا فيها كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة يتوجهون إلى لجان الاقتراع بكل حماس، في رسالة بليغة المعنى تؤكد أن حب الوطن لا يُترجم بالكلام فقط، بل بالفعل والممارسة والالتزام.

وفي زمن تبدو فيه مفاهيم الديمقراطية وحقوق الإنسان خاضعة لحسابات المصالح في العديد من دول العالم، فإن التجربة المصرية تقدم نموذجًا حقيقيًا يعكس نضجًا وطنيًا، حيث الشفافية، والنزاهة،

والإشراف القضائي الكامل، والدعم اللوجستي المحكم، والتأمين المنضبط. وما ينقصنا اليوم هو فقط الحراك المجتمعي الذي يصون هذه المكتسبات، ويضمن أن تظل الديمقراطية المصرية حقيقية وراسخة.

ختامًا.. مصر تنتظر من أبنائها الكثير، وتستحق منا جميعًا أن نكون على قدر المسؤولية، وأن نعلي مصلحتها فوق كل اعتبار. فالمشاركة في الانتخابات ليست مجرد حق، بل واجب وطني، وموقف يعكس حب الوطن، وانتماءً حقيقيًا لجمهورية جديدة تبنى بسواعد شعبها.

دي وطنيتي.. ومحبة خالصة لوطني ولأبنائه جميعًا. 

معلومات عن الكاتب

حسن النجار

حسن النجار : رئيس تحرير جريدة الوطن اليوم الاخبارية والكاتب الصحفي والمفكر السياسي في مجال الاقتصاد والعلوم السياسية باحث مشارك - بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية وعضو المكتب الفني للشؤون السياسية وعضو لجنة تقصي الحقائق بالتحالف المدني لحقوق الانسان لدي جامعة الدول العربية والنائب الاول لرئيس لجنة الاعلام بالمجلس الأعلى لحقوق الانسان الدولية .

اترك تعليقاً