بقلم حسن النجار: حسن شحاتة “أسطورة لا تتكرر كثيرًا” 

بقلم حسن النجار حسن شحاتة أسطورة لا تتكرر كثيرًا 
بقلم حسن النجار (2)
بقلم حسن النجار (2)

بقلم | حسن النجار  

من جيل السبعينيات، حين كانت كرة القدم تُتابَع عبر أثير الإذاعة وصور النجوم تُجمع على كروت صغيرة نقتنيها بشغف، بدأ عشقي للعبة ونجومها. في الريف حيث كنت أعيش، لم تكن مصادر المعلومات وفيرة، لكننا تعلّقنا بأسماء خالدة شكلت وجداننا الرياضي، أبرزهم النجم الكبير حسن شحاتة.

كنا نهتف من قلوبنا: «حسن شحاتة يا معلم.. خلى الشبكة تتكلم»، كلما تألق بالكرة أو سجّل هدفًا أو قاد الزمالك لفوز ثمين. بدا مختلفًا عن أقرانه، أكثر وقارًا، أقل ضجيجًا، لا خلافات مع الإدارة، لا مساومات أو مطالبات. فقط لاعب يعشق اللعب ويؤديه بإخلاص. وعندما اعتزل عام 1983، لم يتكئ على مجده السابق، بل اختار طريقًا صعبًا، طريق التدريب.

بدأ من الصفر، من أندية مغمورة، دون أضواء أو بهرجة، وجاهد كما يجاهد الشبان لإثبات الذات. لم يكن ضيفًا دائمًا على الشاشات، ولم يفرض نفسه على الصحف،

فاعتقد البعض أنه غاب أو ابتعد. لكن الحقيقة أنه كان يبني، يصبر، ويُعدّ نفسه جيدًا ليأتي اليوم الذي يستعيد فيه موقعه المستحق.

وفعلًا، عاد حسن شحاتة، المعلم، ليتألق من جديد، لا فقط كمدرب ناجح، بل كرمز وطني من رموز الكرة المصرية. اسمه يتردد بجوار الكبار، مثل الراحل محمود الجوهري، بعدما قاد نادي المقاولون العرب من الدرجة الثانية للفوز بكأس مصر ثم السوبر،

وحقق مع منتخب الشباب بطولة أفريقيا 2003، قبل أن يسطّر أعظم إنجاز كروي في تاريخ مصر بالفوز بثلاث بطولات أمم أفريقيا متتالية: 2006، 2008، 2010.

لو كان مدربًا أجنبيًا، لصُنع له تمثال في كل مدينة مصرية. لكننا في بعض الأحيان نُجيد التقدير متأخرين.

بينما البعض يمنح لقب “أسطورة” لمن سجّل «هاتريك» ثم اختفى، يظل شحاتة مثالًا حقيقيًا للأسطورة التي صنعت مجدها بالعرق والاجتهاد، وكتبت اسمها بأحرف من ذهب.

الآن، بينما يرقد «المعلم» في المستشفى بعد وعكة صحية، لا بد أن نقول له: شكرًا أيها النجم الذي لم يخذلنا يومًا، وشكرًا على المتعة والفخر. دعواتنا لك بالشفاء العاجل، فأنت لست مجرد مدرب أو لاعب، بل جزء من ذاكرة وطن.

ألف سلامة على أسطورة مصرية حقيقية.

معلومات عن الكاتب

اترك تعليقاً