كتب| محمود سعد
عبّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء الخميس، عن تفاؤله بقرب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، مؤكدًا في مقابلة مع قناة “نيوز ماكس” أن التوصل لاتفاق قد يتم “خلال أيام قليلة”.
وأكد نتنياهو أن أولويته في المفاوضات هي إطلاق سراح المزيد من المحتجزين الإسرائيليين لدى حركة حماس، لكنه شدد في الوقت نفسه على أن وقف الحرب بشكل دائم لن يتم إلا بتحقيق عدة شروط “أساسية”، من بينها نزع سلاح الفصائل الفلسطينية بالكامل، وإنهاء أي وجود عسكري أو إداري لحركة حماس داخل القطاع.
وأشار إلى أنه في حال تعثرت هذه الشروط عبر التفاوض، فإنها “ستُفرض بالقوة”، على حد تعبيره.
حماس ترد: نتنياهو يراوغ ويضع العراقيل
من جانبها، أكدت حركة حماس أنها تتعامل مع المفاوضات الجارية بشكل “إيجابي ومسؤول”، لكنها اتهمت رئيس الوزراء الإسرائيلي بالسعي لإفشال الاتفاق من خلال “المراوغة ووضع العراقيل”.
وأشارت الحركة إلى أن نتنياهو رفض مؤخرًا عرضًا يتضمن صفقة متكاملة، معتبرةً أن تصريحاته الأخيرة لعائلات الأسرى، والتي استبعد فيها إمكانية التوصل لاتفاق شامل، دليل واضح على “سوء النوايا” ومحاولاته المتعمدة لعرقلة الجهود الدولية المبذولة لتحقيق التهدئة.
تصعيد ميداني.. مقتل 125 فلسطينياً خلال 24 ساعة
ميدانيًا، لا يزال التصعيد مستمرًا في قطاع غزة، حيث أفادت مصادر طبية بمقتل 125 فلسطينيًا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية جراء الغارات الجوية والقصف المدفعي الإسرائيلي المتواصل على مناطق متفرقة من القطاع.
ووفقًا لشهود عيان في دير البلح، استهدفت طائرة مسيّرة إسرائيلية مجموعة من الفلسطينيين – معظمهم من النساء والأطفال – أثناء محاولتهم الوصول إلى نقطة توزيع مساعدات غذائية تديرها مؤسسة “غزة الإنسانية”، ما أسفر عن سقوط 17 قتيلًا.
الحرب المستمرة منذ أكتوبر 2023.. خسائر فادحة للطرفين
بدأت الحرب في 7 أكتوبر 2023 حين شنت حماس هجومًا على جنوب إسرائيل، ما أدى إلى مقتل نحو 1200 شخص، وفق الإحصاءات الإسرائيلية، واحتجاز 251 آخرين نُقلوا إلى غزة.
وردًا على ذلك، شنّت إسرائيل حملة عسكرية واسعة على القطاع أودت بحياة أكثر من 57 ألف فلسطيني حتى الآن، بحسب وزارة الصحة في غزة، وتسببت في دمار واسع النطاق طال معظم مناطق القطاع.
وخلال هذه الحرب، جرت محاولتان لوقف إطلاق النار، الأولى في نوفمبر 2023، والثانية في يناير 2025، دون أن تثمر عن هدنة دائمة حتى الآن.