الطائرات المسيّرة تُشعل جبهة الشمال.. وتحذيرات أممية من مجاعة جماعية
كتبت| عزة كمال
تصدّى الجيش السوداني، صباح الثلاثاء، لهجوم بطائرات مسيّرة شنّته قوات الدعم السريع على مدينتي مروي والدبة بالولاية الشمالية، في تصعيد لافت لجبهة الشمال. وأفادت الفرقة 19 مشاة بأن دفاعاتها الأرضية اعترضت عدداً من المسيّرات الانتحارية التي استهدفت قاعدة مروي الجوية، مؤكدة إحباط الهجوم دون وقوع أضرار كبيرة.
في موازاة التصعيد العسكري، أطلقت الأمم المتحدة تحذيراً شديد اللهجة بشأن تدهور الوضع الإنساني للاجئين السودانيين، الذين فرّوا من نيران الحرب إلى دول الجوار. وأشارت إلى أن نقص التمويل يهدد بوقف تام للمساعدات الأساسية التي يتلقاها ملايين النازحين، ما ينذر بأزمة مجاعة وشيكة.
وقال شون هيوز، منسق الطوارئ لأزمة السودان في برنامج الأغذية العالمي، إن “اللاجئين السودانيين يعتمدون بشكل كامل على مساعدات البرنامج، ولكن من دون دعم إضافي، سنُجبر على تقليص عملياتنا بشكل حاد، وهو ما سيعرض الأطفال والعائلات الأكثر ضعفاً لخطر الجوع وسوء التغذية”.
وكشف البرنامج أن تمويله لعام 2025 انخفض بنسبة 40% مقارنة بالعام الماضي، مشيراً إلى أن مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة تلقى حتى الآن 14.4% فقط من التمويل المطلوب لدعم السودان.
ويستضيف عدد من دول الجوار، وعلى رأسها مصر، نحو 4 ملايين لاجئ سوداني، منهم 1.5 مليون في مصر وحدها. وأوضح البيان الأممي أن 85 ألف لاجئ في مصر فقدوا مساعداتهم الغذائية خلال الشهور الماضية، وهو ما يمثل تراجعاً بنسبة 36% عن الوضع قبل أبريل 2025.
ومع استمرار الحرب التي اندلعت في أبريل 2023، تشير التقديرات إلى أن أكثر من 13 مليون سوداني نزحوا من ديارهم، بينهم 8 ملايين على حافة المجاعة، فيما يعاني 25 مليوناً من انعدام حاد في الأمن الغذائي داخل السودان.
وأكد برنامج الأغذية العالمي أن المساعدات المقدمة للاجئين السودانيين في كل من إثيوبيا، مصر، ليبيا، وجمهورية أفريقيا الوسطى مهددة بالتوقف بالكامل خلال الأشهر المقبلة إذا لم يتم توفير تمويل عاجل.
تابعوا “جريدة الوطن اليوم” لحظة بلحظة لرصد تطورات المشهد السوداني الإنساني والعسكري.