بقلم | حسن النجار
تمثل العلاقات المصرية مع مختلف دول العالم بعد ثورة 30 يونيو نقطة تحول بارزة فى مسار الدبلوماسية المصرية، حيث انتهجت الدولة المصرية سياسة رشيدة تستند إلى تحقيق المصالح المشتركة،
مع الحفاظ على توازن القوى واحترام سيادة الدول، دون التدخل فى شؤونها الداخلية، وبما يتوافق مع مبادئ القانون الدولى والنهج الأخلاقى فى إدارة العلاقات الدولية. وتحرص مصر على بناء شراكات متوازنة مع القوى الكبرى بما يحقق مصالح الوطن والأمة العربية والإسلامية.
وبفضل موقعها الجغرافى وتاريخها الممتد، تظل مصر دولة محورية، تمثل رمانة الميزان فى منطقة الشرق الأوسط والعالم، وفى هذا الإطار تأتى العلاقات المصرية السعودية كنموذج فريد للتكامل والتآخى بين الأشقاء.
العلاقات بين مصر والمملكة العربية السعودية تشهد ازدهارًا ملحوظًا على المستويين الرسمى والشعبى، حيث تربطهما أواصر أخوية متينة ومصالح استراتيجية مشتركة، ويؤكد المصير العربى المشترك عمق هذه العلاقة، خاصة فى ظل التحديات الإقليمية والدولية الراهنة
ومنذ تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى مقاليد الحكم عقب ثورة 30 يونيو، حظيت العلاقات مع السعودية باهتمام كبير ومكانة خاصة، وهو ما يقابله تقدير مماثل من جانب العاهل السعودى الملك سلمان بن عبد العزيز وولى عهده الأمير محمد بن سلمان.
وتُعد الزيارات المتبادلة على المستويين الرسمى والدبلوماسى دليلًا على قوة العلاقات ووحدة الرؤى تجاه القضايا الإقليمية والدولية، كما تمثل ركيزة أساسية فى تعزيز الأمن القومى العربى.
ويأتى التعاون بين البلدين فى مجالات الطاقة والصناعة والتعدين، إلى جانب العلاقات التجارية المتنامية، ليؤكد على أهمية الشراكة الاستراتيجية، حيث تُعد المملكة العربية السعودية أكبر شريك تجارى عربى لمصر، مما يمنح العمل العربى المشترك دفعة قوية نحو آفاق أوسع من التكامل.
وندعو الله أن يديم هذه العلاقات الوثيقة، وأن تنمو وتزدهر بما يحقق الخير للشعبين الشقيقين، ويعزز دعائم الأمن القومى العربى. تحيا مصر.. وتحيا السعودية.