حريق سنترال رمسيس يشل الاتصالات ويكشف هشاشة البنية التحتية الرقمية
ضربة قاسية تصيب قلب الشبكة الرقمية في مصر
كتبت | مي الكاشف
لم يكن الحريق الهائل الذي اندلع في سنترال رمسيس مساء الإثنين حدثًا عابرًا في العاصمة المصرية القاهرة، بل تسبب في شلل تكنولوجي هزّ مختلف القطاعات الحيوية. الحريق الذي استمر قرابة 12 ساعة،
وأسفر عن وفاة 4 أشخاص وإصابة آخرين، أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي بالكامل عن السنترال، وهو ما أثّر مباشرة على خدمات الاتصالات، الإنترنت، والدفع الإلكتروني في أنحاء البلاد.
وزير الاتصالات يقطع زيارته ويتابع الأزمة ميدانيًا
عاد وزير الاتصالات عمرو طلعت على وجه السرعة إلى القاهرة لمتابعة الحادث، وأكد خلال تفقده للموقع أن خدمات الاتصالات ستعود تدريجيًا خلال 24 ساعة. وأوضح أنه تم نقل الخدمات إلى عدد من السنترالات الأخرى لتعمل كشبكة بديلة، نافيًا اعتماد مصر على سنترال رمسيس فقط كمركز رئيسي.
تداعيات واسعة على الطيران والبورصة والمعاملات البنكية
الحريق ترك آثارًا ملموسة على عدة قطاعات رئيسية، أبرزها قطاع الطيران المدني، حيث تعطلت رحلات في مطار القاهرة نتيجة الأعطال المفاجئة في شبكات الاتصال، قبل أن تعلن وزارة الطيران عودة التشغيل لطبيعته.
كما علّقت البورصة المصرية التداول حفاظًا على تكافؤ الفرص وضمان كفاءة الاتصال بين المتعاملين.
وشهدت الخدمات البنكية بعض الارتباك، إذ اشتكى مواطنون من توقف تطبيقات مثل “إنستاباي” وبعض المحافظ الإلكترونية، رغم تأكيد اتحاد بنوك مصر أن العمل استمر بشكل طبيعي دون تأثير كبير.
تهديد لصرف الخبز المدعم وتعطّل المخابز مؤقتًا
حذرت الشعبة العامة للمخابز من احتمالية تعطل شبكة صرف الخبز المدعوم نتيجة انقطاع الاتصالات، موضحة أنه في حال استمرار المشكلة، سيتعين على المخابز تجميع بطاقات المواطنين يدويًا لحين حل الأزمة.
الحياة اليومية تصاب بالشلل في عدد من المناطق
كشفت رحاب الرحماوي، خبيرة الأمن السيبراني، عن أن الحريق تسبب في شلل جزئي لقطاع الأعمال، حيث توقفت أنظمة الدفع في العديد من المتاجر والمولات، ما أجبر بعضها على الإغلاق المؤقت. كما أثّر الحادث على أنظمة حجز القطارات، مما تسبب بتأخيرات وتعطيل في حركة السكك الحديدية.
كارثة تكشف هشاشة البنية التحتية الرقمية بمصر
أثار الحريق تساؤلات واسعة حول مدى جهوزية المنشآت الرقمية الحيوية للتعامل مع الكوارث، وأعاد النقاش حول أهمية إنشاء شبكات احتياطية وتعزيز أمن البيانات والبنية التحتية.
وأشارت الرحماوي إلى أن ما حدث يدعو إلى الإسراع في تطبيق خطط الطوارئ والتكرارية الجغرافية للمراكز الرقمية، بما يتواكب مع التحول الرقمي المتسارع في مصر.
أهمية سنترال رمسيس في البنية التحتية للاتصالات
يُعد سنترال رمسيس من أكبر مراكز الاتصالات في مصر، إذ يربط بين شبكات الإنترنت الثابت والمحمول والكابلات البحرية الدولية، ويحتوي على خوادم وأجهزة لربط الوزارات والمؤسسات الكبرى. وبالتالي، تعطله يعني توقف الخدمة لملايين المستخدمين.
البرلمان يستدعي وزير الاتصالات ويطالب بكشف الحقائق
أمام هذه الأزمة غير المسبوقة، دعا مجلس النواب وزير الاتصالات لجلسة عاجلة بلجنة الاتصالات لعرض تفاصيل الحريق وأسبابه، مع تعهد بالكشف الكامل عن الحقائق للرأي العام، ومساءلة كافة الجهات المسؤولة عن الحادث.