حسن النجار لطلاب الثانوية العامة: مستقبلكم لا تحدده نتيجة.. بل تصنعونه بأيديكم  

الكاتب الصحفي حسن النجار رئيس تحرير جريدة الوطن اليوم والباحث في الشؤون السياسية الدولية

0 54٬130
حسن النجار لطلاب الثانوية العامة مستقبلكم لا تحدده نتيجة.. بل تصنعونه بأيديكم  
حسن النجار لطلاب الثانوية العامة مستقبلكم لا تحدده نتيجة.. بل تصنعونه بأيديكم  

بقلم | حسن النجار  

ابني الحبيب طالب الثانوية العامة، 

قلبي معك في هذه الأيام العصيبة، أدعو لك بكل الإخلاص أن توفق في امتحاناتك، وأن يجزيك الله على تعبك وجهدك خير الجزاء، كما أصلي من كل قلبي لأبيك وأمك وأسرتك التي لم تبخل عليك بشيء،

لا بالمال، ولا بالوقت، ولا بالحب، كي تراك في المكانة التي تستحقها، وتقر أعينهم بك ناجحاً ومميزاً في المجتمع.

لكن يا بني، دعني أقول لك شيئاً من القلب: امتحانات الثانوية ليست المعركة الكبرى. إنها مجرد خطوة على الطريق. معركتك الحقيقية تبدأ بعد ظهور النتيجة، حين تواجه أسئلة أصعب من كل ما كتبته في كراسات الامتحانات: ما المسار الذي ستسلكه؟ ما العمل الذي تحب أن تمارسه؟ كيف تبني لنفسك مستقبلاً يليق بطموحاتك؟

يا بني، 

لا ترتبك حين تُعلن المجاميع، ولا تترك فوارق الدرجات بينك وبين زملائك تحطم معنوياتك، ولا تنجرّ خلف ضجيج الإعلام حين يتحدث عن “كليات القمة”،

فكثير من هذه الكليات باتت تنتج خريجين بلا فرص حقيقية، يطاردهم شبح البطالة، بينما شباب آخرون لم يدرسوا في هذه الكليات صاروا من كبار رجال الأعمال والمبدعين في مجالاتهم.

اسم الكلية وحده لا يصنع مجداً. 

الذي يصنعه هو أنت.. شغفك، وموهبتك، وإصرارك على النجاح.

فدعني أسألك:  

  1. هل ستخجل من العمل في مهنة فنية إذا كانت تحقق لك دخلاً محترماً، بينما خريج “كلية قمة” لا يجد وظيفة؟
  2. هل تفضل أن تحمل شهادة لا تمنحك فرصة في سوق العمل، أم تبدأ مشروعاً ناجحاً يحقق لك أحلامك في البيت والسيارة والاستقرار؟
  3. هل من يعمل بيده في ورشة نجارة أو ميكانيكا، ويجتهد ويبدع، أقل شأناً ممن يحمل لقباً أكاديمياً لكنه بلا عائد أو تأثير؟
  4. هل سمعت عن من بدأوا من معهد أو مدرسة فنية، وامتلكوا مصانع، وأصبحوا مصدر فخر لأنفسهم وأسرهم وبلدهم؟

يا بني، 

لا تجعل مستقبلك رهناً بمجموع أو شهادة.

المستقبل الحقيقي يُبنى بالعقل، بالبحث، بالتفكير العملي، بالمشروعات، بالتعلم المستمر، حتى خارج جدران الجامعة.

نعم، التعليم الجامعي مهم، لكنه ليس نهاية المطاف، بل وسيلة واحدة ضمن وسائل كثيرة لتحقيق ذاتك، فلا تنخدع بزيف الألقاب ولا برنين أسماء الكليات،

ولا تقف عاجزاً إذا لم تدخل كلية يراها البعض “قمة”. القمة الحقيقة أن تصنع لنفسك حياة تليق بك، وأن تكون رقماً صعباً في سوق العمل، بأي مهنة تتقنها وتحبها.

اجعل من الثانوية العامة بداية حقيقية لمسيرتك، لا نهايتها،

وضع نُصب عينيك أن الشهادة وسيلة، لا غاية.

وأن النجاح ليس في ورقة امتحان.. بل في رحلة بناء الذات والمستقبل.

مع حبي وفخري بك، والدك المحب: حسن النجار

اترك تعليق