كتبت | مي الكاشف
في تطور مهم يشير إلى تهدئة التوتر في الجنوب السوري، أعلنت الرئاسة الروحية لطائفة الموحدين الدروز، بلسان الشيخ حكمت الهجري، التوصل إلى اتفاق شامل لوقف إطلاق النار في محافظة السويداء، وذلك بعد أيام من اشتباكات دامية بين مسلحين دروز ومجموعات عشائرية بدوية.
وأكد الهجري أن الاتفاق يتضمن نشر وحدات من الأمن العام على أطراف السويداء وخارج حدودها، في خطوة تهدف إلى تثبيت الاستقرار ومنع أي تصعيد ميداني، داعياً كافة الأطراف إلى التزام الهدوء وتجنب التحركات الاستفزازية حفاظاً على السلم الأهلي.
وفي السياق ذاته، أصدرت عشائر الجنوب السوري بياناً أعلنت فيه التزامها الكامل بوقف جميع الأعمال العسكرية، مشددة على ضرورة الإفراج الفوري عن جميع المحتجزين من أبناء العشائر، واعتبرت ذلك مدخلاً أساسياً لبناء الثقة بين المكونات المحلية.
كما دعت العشائر إلى تأمين العودة الآمنة للنازحين إلى مناطقهم، وفتح قنوات حوار بين جميع الأطراف لتجنب تكرار المواجهات الدامية.
وكان الشيخ الهجري قد أطلق في وقت سابق نداءً دعا فيه للاحتكام إلى صوت العقل بدلاً من السلاح، مؤكداً أن طائفة الموحدين الدروز لطالما رفضت الفتنة والانقسام، قائلاً: “نمد أيدينا لكل إنسان شريف لإنهاء الاشتباكات”.
ميدانياً، أفاد مراسل “العربية/الحدث” بانتشار وحدات الأمن السورية في محافظة السويداء مع التزام ملحوظ باتفاق وقف النار، وسط هدوء نسبي يسود المنطقة.
وأعلنت الرئاسة السورية وقفاً شاملاً وفورياً لإطلاق النار صباح السبت، مشددة على أن أي خرق للاتفاق سيُعد انتهاكاً للسيادة الوطنية.
وكان التوتر قد تصاعد منذ 13 يوليو الجاري، إثر اندلاع اشتباكات بين فصائل درزية ومسلحين من العشائر البدوية. وتفاقمت الأوضاع مع دخول قوات الأمن السوري إلى السويداء في 15 يوليو، أعقبها قصف إسرائيلي لمواقع عسكرية سورية متجهة نحو المحافظة، وكذلك ضربات طالت مواقع استراتيجية في دمشق يوم 16 يوليو.
وفي استجابة للضغوط الإقليمية والدولية، أعلنت وزارة الدفاع السورية لاحقاً سحب القوات العسكرية من السويداء، التزاماً باتفاق التهدئة، رغم أن بعض الاشتباكات المحدودة كانت لا تزال مستمرة في بعض المناطق.