بقلم: حسن النجار .. تحوُّل القيم.. من الإنصاف إلى التزييف 

بقلم حسن النجار .. تحوُّل القيم.. من الإنصاف إلى التزييف 

بقلم | حسن النجار  

في مشهدٍ يبعث على القلق، بات كثيرون يرددون أن “الزمن قد انقلب”، وأننا نعيش في عصر يختلط فيه الحق بالباطل، ويُرفع فيه صوت الكاذب بينما يُقصى الصادق، ويُؤتَمن الخائن بينما يُخوَّن الأمين. فهل نحن فعلًا نعيش زمن الفتن؟ وما أسبابه؟ وكيف نواجهه؟

“الوطن اليوم” تسلط الضوء في هذا التحقيق على مظاهر هذا الانقلاب الأخلاقي، وترصد آراء الخبراء والمواطنين.

يقول الدكتور محمد كمال، أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة القاهرة: “المجتمعات تمر بأزمنة اضطراب يتراجع فيها وعي الأفراد، وتُستبدل المعايير الأخلاقية بأخرى زائفة، يروج خلالها الإعلام الزائف والأصوات الشعبوية على حساب الحقيقة والمنطق، وهنا تتحقق نبوءة: يُصدّق الكاذب، ويُخوَّن الصادق”.

وأضاف: “التقدم التكنولوجي غير المصحوب بوعي أخلاقي جعل الكلمة الكاذبة تنتشر أسرع من الحقيقة، وهذا أبرز ملامح الفتنة في زمننا”.

♦️ إعلام مشوش.. ومنصات بلا ضمير 

يرى الإعلامي عبد الله ناصف أن المنصات الاجتماعية أفرزت ما يسمى بـ”نجوم الفتنة”، وهم أشخاص يصطنعون الجدل وينشرون الأكاذيب بهدف الشهرة أو المكاسب السياسية. ويقول: “اليوم لا يشترط أن تكون صادقًا حتى تُتبع، بل أن تكون مثيرًا.. وهذا أخطر ما في الأمر”.

♦️ شهادات من الشارع المصري 

في جولة لـ”الوطن اليوم” داخل الشارع، عبّر المواطنون عن ضيقهم من هذا الانقلاب في الموازين:

🔹 فاطمة سعيد (ربة منزل): “بقينا بنشوف اللي بيجذب هو اللي بيتصدق، واللي بيقول الحق بيتقال عليه متخلف أو عدو النجاح”.

🔹 خالد عبد الله (شاب جامعي): “الثقة بقت عملة نادرة، الناس ما بقاش عندها تمييز، عشان كده اللي بيخدعهم أسهل له يوصل”.

♦️ علماء الدين يحذّرون: الفتنة إذا جاءت لا تترك أحدًا 

أكد الشيخ محمود عبد الغني، من علماء الأزهر الشريف، أن زمن الفتن وصفه النبي ﷺ، وقال فيه: «يأتي على الناس سنوات خداعات، يُصدّق فيها الكاذب، ويُكذّب فيها الصادق، ويُؤتمن فيها الخائن، ويُخوّن فيها الأمين». وأضاف: “السبيل الوحيد للنجاة هو التمسك بالحق، ومراجعة النفس، وتحري الصدق”.

🔻 في الختام: هل هناك أمل؟ 

الجواب نعم. فما دام في المجتمع من يميز الخطأ من الصواب، ويدافع عن القيم، فستبقى هناك فرصة للخروج من الفتنة. الوعي هو السلاح، والإعلام المسؤول والتعليم الواعي هما الجبهة الأمامية للمواجهة.

معلومات عن الكاتب

اترك تعليقاً