إسرائيل توجه أقسى ضربة للحوثيين بمقتل رئيس حكومتهم وعدد من وزرائه 

كتب | محمود سعد  

بعد ثلاثة أيام من التعتيم، اعترفت جماعة الحوثي السبت بمقتل رئيس حكومتها الانقلابية أحمد غالب الرهوي وعدد من وزرائه، إثر غارة إسرائيلية استهدفت اجتماعاً لهم في العاصمة صنعاء يوم الخميس الماضي، ما مثّل أقسى خسارة سياسية تتلقاها الجماعة منذ انخراطها في الصراع مع إسرائيل. 

وذكرت رئاسة المجلس السياسي الأعلى، الذي يقوده مهدي المشاط، أن الرهوي قُتل مع وزراء ومسؤولين بارزين خلال “ورشة عمل اعتيادية”، مؤكدة إصابة آخرين بجروح متفاوتة الخطورة. وأعلنت الجماعة تكليف محمد أحمد أحمد مفتاح، النائب الأول للرهوي، بتسيير مهامه لضمان استمرار عمل المؤسسات. 

مصادر محلية أشارت إلى أن قائمة الضحايا تضم جلال الرويشان نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن، إلى جانب وزراء النقل، والتربية، والصناعة، والإعلام، فيما تحدثت أنباء غير مؤكدة عن مقتل قيادات أخرى بينهم نائب وزير الداخلية عبد المجيد المرتضى، والمشرف العسكري أسعد الشرقبي “أبو صخر”. 

الغارات، التي وُصفت بأنها من الأعنف منذ بدء الضربات الإسرائيلية ضد الحوثيين، طالت ثلاثة مواقع حساسة بصنعاء، بينها منزل قرب حي حدة، وموقع بجبل عطان، ومكان قرب القصر الرئاسي يُستخدم للاجتماعات القيادية، وأدت إلى تدمير مبانٍ بالكامل وسط تعتيم مشدد على تفاصيل الخسائر. 

مصادر عسكرية إسرائيلية أوضحت أن الضربة نُفذت بناءً على معلومات استخباراتية دقيقة قبل 24 ساعة، واستهدفت أكثر من عشرة قادة سياسيين وعسكريين بينهم رئيس الأركان محمد الغماري، الذي ظهر لاحقاً في تسجيل لنفي مقتله. 

ويرى مراقبون أن مقتل الرهوي، رغم طابعه الإداري، يمثل ضربة سياسية كبيرة للجماعة، لكنه لن ينعكس مباشرة على بنيتها العسكرية والعقائدية التي يقودها عبد الملك الحوثي وقياداته من صعدة. كما اعتبروا أن إسرائيل بدأت تجني ثمار عمل استخباري طويل، بعد أكثر من عام من اقتصار ضرباتها السابقة على منشآت حيوية خاضعة لسيطرة الحوثيين.