بقلم حسن النجار: الأسرة خط الدفاع الأول للأخلاق 

بقلم | حسن النجار  

من الواضح أن وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الرقمية الإلكترونية أسهمت بشكل ملحوظ في انتشار الألفاظ الخادشة للحياء والجارحة، والتي تتعارض مع قيمنا الدينية والمجتمعية الراسخة.  

والأخطر من ذلك أن بعض الفتيات أصبحن يرددن هذه الألفاظ في محاولة لإثبات وجودهن، غير مدركات أن مثل هذه العبارات قد تقود إلى انهيار تدريجي في منظومة الأخلاق داخل المجتمع. 

ومن اللافت أن بعض الشباب أيضاً يتباهون باستخدام تلك الألفاظ باعتبارها وسيلة لإظهار الرجولة أو لكسب القبول بين أصدقائهم، وهو اعتقاد خاطئ وخطير. وهنا تبرز أهمية دور الأسرة التي تعد خط الدفاع الأول لمواجهة هذه الظاهرة،  

بعدما باتت وسائل التواصل الاجتماعي تلعب دور “الأسرة البديلة” أو ما يمكن وصفه بـ “آباء الظل”. 

ولا شك أن انتشار الألفاظ الجارحة يتغذى كذلك من بعض الأعمال الدرامية التي تتجاهل البعد التربوي والأخلاقي، وتكتفي بالسعي وراء المكسب المادي السريع، وهو ما يستدعي من كتاب السيناريو والمنتجين الالتزام بلغة مهذبة في طرح أعمالهم الفنية، احتراماً لقيم المجتمع. 

فاللسان الطيب يبدأ من البيت، والأسرة هي العمود الفقري لتربية النشء، لذلك من الضروري أن يحرص الوالدان على استخدام الألفاظ الحسنة في كل الأوقات، وتجنب الكلمات القاسية عند الغضب،  

لأن الأبناء يلتقطون هذه المفردات سريعاً ويعيدون إنتاجها في المستقبل، إذ أن التعليم في الصغر كالنقش على الحجر. 

إن إغفال الأسرة لدورها التربوي السليم يؤدي إلى إعداد جيل يفتقد الأدب والذوق، ما يهدد المجتمع بآفات سلوكية وأخلاقية قد تمتد آثارها لسنوات طويلة. ومن هنا تزداد الحاجة لتضافر جهود المؤسسات التعليمية والدينية والثقافية،  

إلى جانب حملات التوعية الإعلامية، لترسيخ لغة الحوار المؤدب، ومواجهة الدراما الرديئة التي تروج للألفاظ الخارجة، مع ضرورة استبعاد كتاب ومنتجي “أفلام المقاولات” من التأثير على وجدان شبابنا.حفظ الله مصر حفظ الله الوطن حفظ الله الجيش