بقلم حسن النجار : هل اقتربت ساعة الحرب بالمنطقة؟
بقلم | حسن النجار
يتساءل الكثيرون في هذه المرحلة الدقيقة والمعقدة: هل نحن على أعتاب حرب جديدة؟ وهل اقتربت ساعة الصدام في ظل الغطرسة الإسرائيلية وحكومة المتطرفين التي يقودها بنيامين نتنياهو، الموصوف بمجرم الحرب،
ومعه رموز التطرف والإجرام مثل وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن إيتمار بن غفير، الذين يصرون على إشعال مزيد من الحرائق، عبر الحصار والتجويع ومنع الغذاء عن سكان قطاع غزة،
بعد ما يقارب العامين من حرب إبادة طالت البشر والحجر، وأودت بحياة أكثر من 62 ألف شهيد، وأصابت 160 ألفاً، مع آلاف المفقودين.
ورغم هذا النزيف، يظل السؤال مطروحاً: هل نتنياهو جاد فعلاً في احتلال غزة، أم أنها مجرد ضغوط سياسية لتحقيق مكاسب تفاوضية؟ وهل يستطيع المضي قدماً في كسر الخطوط الحمراء أم يسير نحو سقوط محتوم؟
خاصة في ظل الضغوط الداخلية من أهالي الأسرى والمعارضة الإسرائيلية، التي تتهمه بأنه يقود إسرائيل نحو كارثة.
الخلاف العميق بين المستويين العسكري والسياسي يزداد وضوحاً، حيث يرفض قادة الجيش وعلى رأسهم رئيس الأركان الإسرائيلي أي خطوة لاحتلال غزة، لما تمثله من استنزاف للقوات،
فضلاً عن أن الاقتراب من الجنوب عند الحدود المصرية يعد مغامرة كبرى، في ظل قوة الجيش المصري العظيم وجاهزيته الكاملة، وعدم تسامحه مع أي مساس بالأمن القومي أو محاولة تجاوز الخطوط الحمراء، وهو ما اعتبره محللون بمثابة انتحار لجيش الاحتلال.
مصر بدورها طرحت مقترحاً واضحاً لوقف الحرب وتبادل الأسرى، وهو نفس ما عرضه المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف،
وقد قبلته حركة حماس، بينما وافق عليه نتنياهو سابقاً ثم تراجع فجأة، ليؤكد أنه يصر على استمرار حرب الإبادة، ويدفع بالمنطقة إلى حرب شاملة ذات تداعيات كارثية على الشرق الأوسط والعالم.
الواقع أن جيش الاحتلال بات منهكاً بعد نحو 23 شهراً من القتال على جبهات متعددة، وفقد كثيراً من معداته وقواته،
فيما تراجعت الروح المعنوية لجنوده، وانتشرت حالات الرفض والهروب والانتحار، وهو ما يجعل فكرة المغامرة بمواجهة قوى إقليمية كبرى في المنطقة أقرب إلى الوهم.
في المقابل، تبقى مصر في الحسابات الدولية رقماً صعباً، إذ ينظر إليها كقوة إقليمية كبرى تمتلك قدرات ردع هائلة وجاهزية لأي سيناريو، واستفزازها يعني تهديداً مباشراً لاستقرار المنطقة برمتها.
وإن كانت حرب أكتوبر 1973 قد سحقت جيش الاحتلال، فإن قوة الجيش المصري اليوم أضعاف مضاعفة، وقادر على تكرار النصر في كل مرة.
تحيا مصر.. وللحديث بقية. حفظ الله مصر حفظ الله الوطن حفظ الله الجيش
إرسال التعليق
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.