تقارير عالمية

إسرائيل تواصل قصف أبراج غزة وحماس تتهمها بالتهجير وسط تفاقم إنساني خطير 

كتب| محمد طلعت  

قصف الطيران الحربي الإسرائيلي، السبت، برجاً سكنياً مكوّناً من 15 طابقاً غرب مدينة غزة بصواريخ ثقيلة، بعد توجيه إنذار عاجل إلى سكان برج “الرؤيا” في المدينة والنازحين في الخيام المجاورة بإخلائه فوراً قبل استهدافه. 

وقالت حماس إن مبررات إسرائيل لاستهداف الأبراج السكنية “أكاذيب مفضوحة”، مؤكدة أن الهدف هو “التهجير القسري”. وأفاد المركز الفلسطيني للإعلام بأن طائرات الاحتلال دمرت برج “السوسي” السكني المقابل لمقر الأمم المتحدة في شارع الصناعة بحي تل الهوا جنوب غربي مدينة غزة، فيما زعمت إسرائيل أن حركة حماس زرعت متفجرات قرب البرج واستخدمته نقطة مراقبة. 

وأوضح منشور للجيش الإسرائيلي أنه سيهاجم برج “الرؤيا” “نظراً لوجود بنى تحتية لحماس داخله أو بجواره”، مطالباً السكان بالإخلاء جنوباً نحو المنطقة الإنسانية في مواصي خان يونس. 

وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة تسجيل 6 حالات وفاة جديدة، بينهم طفل، بسبب المجاعة وسوء التغذية خلال الـ24 ساعة الماضية، ليرتفع العدد الإجمالي للضحايا إلى 382 شخصاً، من بينهم 135 طفلاً، وسط استمرار الحصار ونقص الإمدادات الغذائية والطبية. 

ودعا الجيش الإسرائيلي سكان مدينة غزة للانتقال إلى “منطقة إنسانية” جنوب القطاع، مشيراً إلى أنها ستضم مستشفيات ميدانية وخطوط مياه ومنشآت تحلية وإمدادات غذائية. وقال متحدث باسمه: “نعلن منطقة المواصي منطقة إنسانية حيث ستجرى فيها أعمال لتوفير خدمات أفضل، اغتنموا الفرصة للانتقال مبكراً”. 

وتقدّر الأمم المتحدة أن نحو مليون نسمة يسكنون مدينة غزة ومحيطها، محذرة من “كارثة” إذا نفذت إسرائيل هجوماً واسعاً، فيما أكد برنامج الأغذية العالمي أن القطاع “على وشك الانهيار”. 

في غضون ذلك، قُتل 13 فلسطينياً وأصيب آخرون منذ فجر السبت في غارات متواصلة، بينهم ثلاثة من طالبي المساعدات قُتلوا برصاص القوات الإسرائيلية قرب مركز توزيع “الطينة” بخان يونس. 

وكان الجيش الإسرائيلي قد دمّر برجاً آخر يوم الجمعة، معلناً تكثيف استهدافه للمباني الشاهقة التي يتهم حماس باستخدامها، تمهيداً للسيطرة على كبرى مدن القطاع. ورغم الضغوط الداخلية والخارجية، تواصل إسرائيل عملياتها العسكرية، متوقعة نزوح نحو مليون شخص باتجاه الجنوب. 

وبعد مرور 700 يوم على الهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل، بثت كتائب القسام مقطع فيديو يظهر فيه محتجزان إسرائيليان على قيد الحياة في غزة، أحدهما جاي جلبوع دلال الذي ظهر يطلب من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عدم تنفيذ الهجوم العسكري المرتقب، قبل أن يظهر بجانب محتجز آخر هو ألون أوهيل. 

وتظاهر أقارب المحتجزين في القدس وتل أبيب مطالبين بالإفراج عنهم، فيما أشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى احتمال وفاة عدد أكبر من المحتجزين، قائلاً إن واشنطن منخرطة في “مفاوضات معمقة” مع حماس. وأوضح أن المعلومات تتحدث عن “30 جثة على الأقل” بين الرهائن. 

وبحسب بيانات الجيش الإسرائيلي، ما زال 47 شخصاً محتجزين في غزة من أصل 251 اختطفوا في 7 أكتوبر، بينهم 25 تأكدت وفاتهم. وأسفر هجوم حماس عن مقتل 1219 شخصاً في إسرائيل، فيما تسببت العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة بمقتل أكثر من 64,300 شخص، غالبيتهم من المدنيين، وفق وزارة الصحة الفلسطينية. 

حسن النجار

حسن النجار : رئيس تحرير جريدة الوطن اليوم الاخبارية والكاتب الصحفي والمفكر السياسي في مجال الاقتصاد والعلوم السياسية باحث مشارك - بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية وعضو المكتب الفني للشؤون السياسية وعضو لجنة تقصي الحقائق بالتحالف المدني لحقوق الانسان لدي جامعة الدول العربية والنائب الاول لرئيس لجنة الاعلام بالمجلس الأعلى لحقوق الانسان الدولية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى