بقلم حسن النجار

بقلم حسن النجار: رؤية الرئيس السيسي بين التحديات والثقة

المفكر السياسي حسن النجار عضو المكتب الفني للشؤون السياسية ورئيس تحرير جريدة الوطن اليوم

بقلم | حسن النجار  

الثقة ليست مجرد مجاملة عابرة أو كلمة تقال في ساعة حماسة، بل هي قناعة تتجدد كلما تعقدت الأوضاع وتشابكت الأسئلة.

نحن نعيش زمنًا تختلط فيه الحقائق بالتأويلات المتناقضة، وتتحول فيه الوقائع إلى وجهات نظر، وهنا يصبح صوت القيادة هو العلامة الفارقة بين الحيرة واليقين. 

ان خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي في القمة العربية جاء ليمثل لحظة فاصلة في هذا المشهد الملتبس.  

لم يكن مجرد خطاب بروتوكولي، بل رسالة واضحة للداخل والخارج، تحدث فيها عن الأمن القومي ووحدة الصف، وعن حق الشعوب في تقرير مصيرها، وعن خطورة الاستسلام لمحاولات العبث بالمنطقة. لقد أكد أن مصر،  

رغم التحديات والضغوط، لا تزال حجر الزاوية في معادلة المنطقة، وأنها قادرة على قيادة الموقف العربي حين يتشتت الآخرون. 

تميز الخطاب بأنه جاء في توقيت حساس، والكل يتساءل: إلى أين نمضي؟ هل تتسع دوائر النار؟ هل تجد القضية الفلسطينية متنفسًا جديدًا؟ وهل تبقى مصر رمانة الميزان التي تحفظ التوازن؟  

وجاء صوت القاهرة حاسمًا: لا مجال للتردد، ولا مكان للغموض. الرسالة لم تكن موجهة فقط إلى القادة، بل إلى الشعوب التي تترقب كلمة الفصل. 

الثقة في الرئيس ليست غيابًا للنقد، بل إيمان بأن إدارة مصر تتم برؤية واضحة توازن بين الداخل المثقل بالأعباء والخارج المشتعل بالأزمات. صحيح أن الأزمة الاقتصادية العالمية تؤثر على كل بيت، وأن هناك تحديات اجتماعية وأطماع خارجية،  

لكن ما يجعل الثقة ممكنة هو وضوح الموقف وإصرار القيادة على أن ثوابت مصر لا تُساوم، وأن دورها الإقليمي لا يُفرّط فيه. 

قد يستسهل البعض التشكيك بطرح أسئلة خبيثة من قبيل: “هو الرئيس عمل إيه؟”، لكن الإجابة لا تُقاس بلحظة، بل بمسار طويل من التضحيات والعمل.  

مصر لم تصل بعد إلى بر الأمان، لكنها أيضًا لم تفقد بوصلتها، وما بين الحالتين تتجلى الثقة التي تمنح الناس القدرة على الصمود. 

ردود الفعل عقب الخطاب أكدت أن الرسالة وصلت، وأن الاحترام الذي حظيت به مصر لم يكن مجاملة،  

بل اعترافًا بموقف صريح يضع الجميع أمام مسئولياتهم. والتاريخ يؤكد أن صوت القاهرة لا يمكن تجاهله مهما حاول المشككون. 

لقد أثبتت الأيام حكمة القرارات التي اتخذها الرئيس في لحظات بدت للبعض مثار جدل. التوسع في القدرات الدفاعية مثلًا لم يكن سباقًا عبثيًا، بل استثمارًا في أمن الوطن.  

والاتزان في السياسة الخارجية لم يكن ترفًا، بل ضرورة لحماية استقلال القرار الوطني. أما الموقف الصلب برفض التهجير والحلول التي تُفرغ الأرض من أهلها، فقد جسّد إيمانًا بأن العدالة لا تُساوم، وأن الأوطان لا تباع. 

لهذا أقول بثقة: أثق بالرئيس لأنه قال الكلمة الصعبة في اللحظة الأصعب، ورسم الطريق الواضح في زمن الالتباس. أثق لأنه يقود مصر برؤية تاريخية تتجاوز حسابات اللحظة.

والبديل عن هذه الثقة ليس النقد، بل الفوضى وضبابية الاتجاهات، وحين تضيع البوصلة، لا يبقى سوى الخراب. حفظ الله مصر حفظ الله الوطن حفظ الله الجيش؟ 

حسن النجار

حسن النجار : رئيس تحرير جريدة الوطن اليوم الاخبارية والكاتب الصحفي والمفكر السياسي في مجال الاقتصاد والعلوم السياسية باحث مشارك - بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية وعضو المكتب الفني للشؤون السياسية وعضو لجنة تقصي الحقائق بالتحالف المدني لحقوق الانسان لدي جامعة الدول العربية والنائب الاول لرئيس لجنة الاعلام بالمجلس الأعلى لحقوق الانسان الدولية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى