بقلم حسن النجار: قمة طارئة بلا قرارات تردع إسرائيل
المفكر السياسي حسن النجار المتخصص في الشؤون السياسية الدولية ورئيس تحرير جريدة الوطن اليوم


بقلم | حسن النجار
انعقدت منذ ساعات القمة العربية الإسلامية الطارئة لبحث الرد على الاعتداء الإسرائيلي على قطر، بمشاركة رؤساء وملوك من الدول العربية والإسلامية، وكان في مقدمة الحضور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي،
فيما غابت بعض الدول عن الاجتماع. وتؤكد المعلومات وجود اتصالات مكثفة لمحاولة احتواء التطورات المتسارعة في المنطقة.
ورغم أهمية التوقيت، لم تتخذ الدول العربية المشاركة أي إجراءات ملموسة حتى الآن، فلم يُسحب أي سفير عربي من تل أبيب، ولم يُطرد أي سفير إسرائيلي من العواصم العربية، ما يثير تساؤلات حول جدوى انعقاد القمة ما لم يصدر عنها قرارات عملية،
كأن يكون الطرد وسحب السفراء من بين نتائجها. بخلاف ذلك، ستتحول القمة إلى مجرد “مدفع صوت” بلا تأثير حقيقي.
كما أن غياب تفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك، الموقعة منذ خمسينيات القرن الماضي، يطرح علامات استفهام أكبر، إذ لم تُطبق الاتفاقية يوماً رغم تعرض دول عربية متكرراً لاعتداءات، ولم يُتخذ حتى إجراءات أقل مثل سحب السفراء بدعوى التشاور.
المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية اعتبر انعقاد القمة في هذا التوقيت دلالة على التضامن العربي والإسلامي مع الدوحة في مواجهة “العدوان الإسرائيلي الجبان”، الذي استهدف مقرات سكنية لعدد من قادة حركة حماس.
فيما أكد وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أن بلاده ستتخذ كل ما يلزم لحماية أمنها وسيادتها. غير أن طبيعة هذه الإجراءات ما تزال غير واضحة، خاصة إذا لم يُجمع المجتمعون على خطوات موحدة، في حين أن قطر نفسها لم تُقدم حتى الآن على أي إجراءات دبلوماسية تجاه إسرائيل.
الأكثر غرابة أن الاجتماع الأميركي القطري الأخير ركّز على “تعزيز العلاقات الاستراتيجية” ومناقشة تطورات المنطقة، في وقت يثار فيه تساؤل جوهري حول دور قاعدة العديد الأميركية في قطر،
وما إذا كانت واشنطن فوجئت بالفعل بالهجوم الإسرائيلي. فأي قيمة لهذه القاعدة إذا لم تحقق الأمن للدولة المضيفة، وأي سلام تتحدث عنه الولايات المتحدة بينما تغض الطرف عن اعتداء صارخ على سيادة قطر؟!
النتيجة أن القمة، من دون قرارات حاسمة، ستظل في نظر الشعوب العربية والإسلامية مجرد منصة خطابات، لا تعادل حتى تكلفة وقود الطائرات ولا نفقات الفنادق التي احتضنتها. حفظ الله مصر حفظ الله الوطن حفظ الله الجيش المصرى