بقلم حسن النجار “مصر ترفض تهجير أهل غزة من بلادهم”

بقلم | حسن النجار  

الموقف المصري من أي محاولة لتهجير الشعب الفلسطيني لم يكن يوماً موضوع تفاوض أو مهادنة. هذا الموقف واضح وصلب، وأعلنه السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي مراراً—ليس كردة فعل عاطفية فحسب،  

بل نتيجة إدراك استراتيجي لآثار أي مخطط يقضي بنقل الفلسطينيين خارج أرضهم، خصوصاً من قطاع غزة. 

التهجير القسري يتجاوز كونه مجرد نزوح مؤقت؛ إنه محاولة لتصفيـة حق ووجود وطن، وتحويل قضية عادلة إلى مأساة لاجئين تُفقدها أبعاد الحق والكرامة.  

من هنا، ترى مصر أن حماية الثوابت الفلسطينية واجب إنساني وسياسي يرتبط مباشرة بأمنها القومي واستقرار المنطقة بأسرها. 

تاريخياً، كانت مصر دائماً في طليعة الدول المدافعة عن حقوق الفلسطينيين، وتعمل كحاجز أمام محاولات تغيير المعادلات بالقوة أو بالمناورات السياسية.  

القاهرة تدرك أن أي ضغط لتوطين الفلسطينيين في سيناء سيولد فوضى أمنية وسياسية تمتد تأثيراتها وتتجاوز الحدود، مما يشكل تهديداً مباشراً لمصالح مصر وشعوب الجوار. 

وليس الأمر مجرد كلام؛ فقد اتخذت الدبلوماسية المصرية مواقف عملية: فتح معبر رفح أمام الحالات الإنسانية وتيسير دخول المساعدات،  

وتنسيق جهود الإغاثة بالرغم من كل العراقيل، والسعي الدؤوب في المحافل الدولية لمنع أي خطوات قد تقود إلى تهجير قسري أو تهميش الحقوق الوطنية للفلسطينيين. هذا المزج بين الصرامة السياسية والالتزام الإنساني هو ما يميز الموقف المصري اليوم. 

من منظور أخلاقي وتاريخي، لا يمكن لمصر أن تتخلى عن موقفها بعد أن شاركت في تضحياتٍ كبيرة دفاعاً عن القضية الفلسطينية.  

كما أن العديد من القيادات والقيادات والمواطنين الفلسطينيين يُثمنون دور القاهرة في الحفاظ على ممرات إنسانية وتقديم دعم ملموس رغم الصعوبات. 

أما من يسعون لتشويه هذا الموقف أو لنسج اتهامات زائفة ضد مصر، فالتاريخ والوقائع يكشفان الحقيقة:  

مَن وقف مع فلسطين بصدق، ومَن راهن مواقفه على مصالح ضيقة. القاهرة ستظل صوتاً قوياً للدفاع عن القانون الدولي وحقوق الإنسان، ولن تسمح بتحويل قضية عادلة إلى مأساة دائمة. 

في النهاية، موقف مصر ليس شعاراً بل ممارسة يومية: دبلوماسية حازمة، دعم إنساني ملموس،  

وحرص استراتيجي يضمن أن تبقى القضية الفلسطينية قابلة للحل على أساس الحق والعدالة. ومهما حاول البعض الترويج للروايات المزيّفة، سيبقى موقف مصر واضحاً لا غموض فيه. حفظ الله مصر حفظ الله الوطن حفظ الله الجيش ؟