بقلم حسن النجارمقالات ورأى

بقلم حسن النجار | مصر ثابتة على مواقفها الوطنية 

الكاتب الصحفي والمفكر السياسي حسن النجار رئيس تحرير الوطن اليوم وعضو المكتب الفني للشؤون السياسية

بقلم | حسن النجار  

في الوقت الذي يخوض فيه الشعب الفلسطيني واحدة من أعنف الحروب وأكثرها شراسة، تسعى بعض المنصات المشبوهة لاستغلال الأزمات والتلاعب بالحقائق، عبر اجتزاء تصريحات قديمة ومحاولة توظيفها في غير سياقها لتشويه الموقف الوطني المصري الثابت من القضية الفلسطينية. 

آخر تلك المحاولات تمثلت في إعادة نشر تصريح قديم للدكتور أسامة الأزهري، «مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية»، خلال لقاء بمحافظة القليوبية في أغسطس 2024، والذي قال فيه: «أشقاؤنا أهل فلسطين هم ضيوف أعزاء،  

بل هم أهل نتقاسم معهم العيش وتسعهم قلوبنا قبل أن تسعهم أرض مصر، فأهلًا وسهلًا بهم جميعًا في وطنهم وبلدهم». 

التصريح في سياقه جاء معبراً عن مشاعر وجدانية أصيلة تؤكد عمق الروابط بين الشعبين، لكنه جرى اقتطاعه اليوم بشكل متعمد للإيحاء بوجود تناقض مع سياسة الدولة المصرية، وكأن القاهرة تراجعت عن مواقفها الرافضة للتهجير. والحقيقة أن هذا التلاعب لا يعدو كونه محاولة يائسة لتزييف الحقائق. 

منذ اندلاع الحرب على غزة، حددت الدولة المصرية موقفها الاستراتيجي بوضوح: لا للتهجير.. لا للوطن البديل.. لا لتصفية القضية الفلسطينية على حساب الأمن القومي المصري.  

وهو ما أكده الرئيس عبد الفتاح السيسي مراراً، ورددته الدبلوماسية المصرية في المحافل الإقليمية والدولية، باعتباره خطاً أحمر يحمي مصر مثلما يحمي مستقبل فلسطين. 

تصريحات أسامة الأزهري لا علاقة لها بملف التهجير، بل جاءت للتأكيد على البعد الإنساني والوجداني في العلاقة مع الشعب الفلسطيني، إلا أن بعض الأطراف تعمدت تجاهل هذا المعنى واستخدام التوقيت الحالي للإيحاء بوجود تناقض. 

الضجة المثارة اليوم لا تخدم سوى من يحاولون ضرب الثقة الداخلية وتشويه صورة مصر خارجياً، في وقت يعرف فيه الجميع أن القاهرة هي الحائط الصلب أمام مخططات تفريغ غزة من سكانها.حفظ الله مصر حفظ الله الوطن حفظ الله الجيش .. 

المعادلة المصرية واضحة: حماية الأمن القومي وعدم التفريط في سيناء، وفي الوقت نفسه استمرار تقديم الدعم الإنساني والإغاثي عبر معبر رفح واستقبال الجرحى والمصابين. مصر لا تتنازل عن ثوابتها، ولا تتخلى عن الشعب الفلسطيني، وهذا ما يميزها عن غيرها. 

الخلاصة أن من يظن أن تصريحاً مجتزأ يمكن أن يغير الحقائق واهم، فالقضية الفلسطينية بالنسبة لمصر قضية مصير، لا ورقة للمساومة. ومصر باقية على ثوابتها: لا وطن بديل، لا تفريط في سيناء، ولا تخلي عن فلسطين، ومن يشكك في ذلك يصطدم بجدار صلب من الوعي الشعبي والإرادة الوطنية. 

حسن النجار

حسن النجار : رئيس تحرير جريدة الوطن اليوم الاخبارية والكاتب الصحفي والمفكر السياسي في مجال الاقتصاد والعلوم السياسية باحث مشارك - بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية وعضو المكتب الفني للشؤون السياسية وعضو لجنة تقصي الحقائق بالتحالف المدني لحقوق الانسان لدي جامعة الدول العربية والنائب الاول لرئيس لجنة الاعلام بالمجلس الأعلى لحقوق الانسان الدولية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى